أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة صنفت رسميًا جماعة الحوثي اليمنية "منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك بعد أسابيع من توقيع الرئيس دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا بهذا الشأن.
وقال روبيو في بيان: "وزارة الخارجية تنفذ اليوم أحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس ترمب لدى توليه منصبه، ويسعدني أن أعلن عن تصنيف أنصار الله المعروفة باسم الحوثيين، منظمة إرهابية أجنبية".
"تُهدّد سلامة الأميركيين في الشرق الأوسط"
وكان الرئيس السابق جو بايدن وبعد توليه منصبه عام 2021 قد ألغى هذا التصنيف، غير أنه أعاد العام الماضي إدراج الحوثيين، في قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص"، وهو تصنيف أقل حزمًا يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وجاءت خطوة بايدن استجابة لمخاوف منظمات إغاثة من اضطرارها إلى الخروج من اليمن في ظل هذا التصنيف، باعتبار أنها ملزمة بالتعامل مع الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.
ويعتبر الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترمب في 22 يناير/ كانون الثاني أن أنشطة الحوثيين، "تهدد سلامة المدنيين والعسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط، وأمن أقرب الشركاء الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية الدولية".
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، يشن الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، بما فيها العاصمة صنعاء، هجمات قبالة سواحل اليمن ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ولكن أيضًا بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
الحوثيون مستعدون لاستئناف هجماتهم
ويؤكد الحوثيون أنهم يشنّون هجماتهم تضامنًا مع الفلسطينيين في سياق الحرب في قطاع غزة. وتسببت الهجمات في تعطيل حركة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي منطقة بحرية حيوية للتجارة العالمية، ما دفع الولايات المتحدة إلى نشر تحالف بحري متعدد الجنسيات وضرب أهداف للحوثيين في اليمن، أحيانًا بمساعدة المملكة المتحدة.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، توعدت الجماعة اليمنية بأن قواتها "مستعدة لاستئناف" عملياتها العسكرية لمواجهة خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المكتب السياسي للحوثيين في بيان، إن "إمعان العدو الإسرائيلي في اختراق وقف إطلاق النار وصولًا إلى الإغلاق التام لمعابر قطاع غزة أمام المساعدات هو تصعيد خطير".
وحذر من استعداد الجماعة لـ"استئناف عملياتها في مواجهة الخروق الصهيونية"، انطلاقًا من "موقف اليمن الثابت في إسناد فلسطين ومقاومتها والقوات المسلحة اليمنية".

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة أنباء "سبأ" التابعة للجماعة، أن "الشعب الفلسطيني له الحق في مقاومة الصلف الصهيوني وكل جرائم الحرب التي ترتكب بدعم وتشجيع من الإدارة الإرهابية الأميركية".
ودعا المكتب السياسي للحوثيين القمة العربية الطارئة لـ"إعلان موقف حازم تجاه جرائم الحرب الصهيونية في فلسطين المحتلة، واتخاذ خطوات عملية لإنقاذ المدنيين وكسر الحصار".
وبدأ الحوثيون بعد أسابيع من بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شن هجمات استهدفت السفن التجارية التي لها علاقة بإسرائيل في البحر الأحمر، وخليج عدن دعمًا للفلسطينيين. كما أعلنوا أن المصالح الأميركية والبريطانية تشكل "أهدافًا مشروعة" لهم.
غير أنهم قلصوا هجماتهم في البحر الأحمر، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأطلقوا سراح طاقم السفينة التجارية غالاكسي ليدر، بعد أكثر من عام من احتجاز السفينة التي ترفع علم جزر الباهاما قبالة الساحل اليمني.