Skip to main content

الجيش الروسي يتقدم.. الكرملين يعتبر عرض زيلينسكي للتفاوض كلامًا أجوف

الأربعاء 5 فبراير 2025
المتحدث باسم الكرملين يصف عرض زيلينسكي للتفاوض بأنه كلام أجوف-غيتي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن بلاده استعادت 150 جنديًا من الأسر لدى روسيا، معلنًا بذلك أحدث عملية تبادل للسجناء مع موسكو.

وأضاف عبر تطبيق تيليغرام: "جميعهم من قطاعات مختلفة من الجبهة... وبعضهم ظلوا في الأسر لأكثر من عامين".

يأتي هذا بينما وصف الكرملين إعلان زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع، بأنه "كلام أجوَف".

وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحًا مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك.

ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة في مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشه على الجبهة والتقدّم الروسي.

ورد زيلينسكي على سؤال حول إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بُثت الثلاثاء، قائلا إنه سيفعل ذلك "إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح"، وتحدّث عن صيغة تضم "أربعة مشاركين" هم مبدئيًا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

"كلام أجوف"

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين اليوم: "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوَف" مضيفًا أن "الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما". وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسومًا في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسًا، وذلك ردًا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.

وقال بيسكوف: "رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات"، معتبرًا أن "الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة"، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيًا.

وكرر بوتين مرارًا أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.

الحديث مع بوتين 

وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته "تنازل" من جانب أوكرانيا، واصفًا الزعيم الروسي بأنه "قاتل وإرهابي". وقال: "التحدث إلى قاتل هو بمثابة تنازل من جانب أوكرانيا والعالم المُتَحضِّر بأكمله"، وأقرّ بأن حلفاء كييف "يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدمًا".

زيلينسكي يعتبر النقاش مع بوتين تنازلا في حد ذاته-غيتي

وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلينسكي مجددًا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال بيسكوف الأربعاء إن هذه التصريحات "تلامس الجنون"، داعيًا حلفاء كييف إلى إدراك "المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا". وأكد بيسكوف حدوث "اتصالات" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتًا إلى أن الاتصالات "تكثفت أخيرًا"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.

تقدّم الجيش الروسي

ميدانيا، يواصل الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا. وأعلنت موسكو اليوم السيطرة على قريتين جديدتين في شرق البلاد وشمال شرقها، هما بارانيفكا في منطقة دونيتسك، ونوفوملينسك في منطقة خاركيف.

وتقع إحدى القريتين على ضفاف نهر أوسكيل الذي تمكنت القوات الروسية من عبوره في الأسابيع الأخيرة، بعدما أنشأت رأس جسر على ضفته الغربية.

إلى ذلك تهدد القوات الروسية تشاسيف يار وتوريتسك وبوكروفسك في أنحاء أوكرانيا وهي مناطق مهمة باتت على وشك الاستيلاء على بعضها.

وتواصل أوكرانيا من جهتها ضرباتها الليلية على منشآت الطاقة في الأراضي الروسية والتي أصبحت شبه يومية، ردًا على القصف الروسي المتواصل للمدن الأوكرانية.

واندلع حريق في مستودع للنفط في منطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا اليوم بعد هجوم بالمسيرات، بحسب محافظ المنطقة فينيامين كوندراتييف، فيما أكدت كييف استهداف المستودع.

انفجار قرب مكتب تجنيد

وأدى صاروخ بالستي روسي أمس إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين في مدينة إيزيوم في شمال شرق أوكرانيا التي استعادتها أوكرانيا من القوات الروسية في سبتمبر/ أيلول 2022، وفقًا للسلطات الأوكرانية.

في هذه الأثناء نقلت هيئة البث العامة الأوكرانية (ساسبلن) عن الشرطة قولها إن شخصًا قتل وأصيب أربعة، في انفجار قرب مكتب تجنيد في منطقة خميلنيتسكي بغرب أوكرانيا الأربعاء.

وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة أعمال عنف استهدفت مكاتب تجنيد أو ضباط تجنيد في الأيام القليلة الماضية بما في ذلك إطلاق نار وانفجاران.

وأكدت الشرطة الأوكرانية وقوع انفجار قرب مكتب تجنيد في بلدة كاميانيتس بوديلسكي غرب البلاد، ولم يذكر بيان الشرطة على تيليغرام تفاصيل إضافية أو سقوط قتلى ومصابين.

وأدان قائد الجيش الأوكراني يوم الإثنين سلسلة من الهجمات العنيفة على ضباط التجنيد التي زادت الضغوط على حملة وطنية لتجنيد مدنيين يشوبها الاضطراب بالفعل مع خفوت الإقبال على الخدمة العسكرية.

المصادر:
وكالات
شارك القصة