أفاد مراسل التلفزيون العربي في بيروت محمد شبارو، بأن الجيش اللبناني تمكن اليوم السبت من إعادة فتح الطريق إلى مطار بيروت، بعد تفريق احتجاج دعا إليه حزب الله، على خلفية أزمة منع طائرة إيرانية من الهبوط الخميس.
وكانت قوات الجيش قد أطلقت قنابل الغاز من أجل تفريق المحتجين بعد اندلاع مواجهات.
وقال مراسل التلفزيون العربي إن الجيش ألقى قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين، فيما تم تسجيل إصابات وحالات إغماءٍ بين المحتجين.
وكان حزب الله قد دعا إلى اعتصام شعبي على طريق المطار استنكارًا لما سماه التدخل الإسرائيلي في شؤون لبنان.
وشدد الحزب على رفض إملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية، وفق تعبيره.
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، إن قرار منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت إهانة للدولة وأجهزتها الأمنية، على حد تعبيره.
وأضاف قماطي في كلمة له خلال الاعتصام في طريق المطار، أن "الحزب لن يقبل أن يصبح الوطن في القبضة الأميركية والإسرائيلية، وأن لصبره حدودًا"، وفق قوله.
"لا تهاون فيما يتعلق بأمن المطار"
في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إنه لا يمكن أن "نتسامح أو نتهاون فيما يتعلق بأمن المطار أو المسافرين".
وأضاف في مؤتمر صحفي أجراه بعد لقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون، أنه "يجب توقيف ومحاكمة كل شخص ثبت تورطه في الإخلال بالأمن"، وأشار إلى أن "الاعتداء على الأملاك العامة وإغلاق الطرقات أمر غير مقبول".
بدورها، أعلنت إيران السبت أنها مستعدة لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، بعدما أثار حظر هبوط طائرتين إيرانيتين غضب أنصار حزب الله.
وتحدّث وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني هاتفيًا عن "سبل لحل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين"، وأكدا "استعدادهما لإجراء محادثات بناءة وبنية حسنة"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.
وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت اليوم السبت، توقيف 25 شخصًا بعد الهجوم على موكب نائب قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أثناء مروره على طريق مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت.
جاء ذلك وفق تصريحات لوزير الداخلية أحمد الحجار، عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي في مكتبه بالوزارة في بيروت.
وقال الحجار: "بحثنا ما حصل في اليومين الماضيين من قطع للطّرقات، وتعديات على الأملاك العامّة والخاصّة، واعتداء مرفوض تمامًا على قوّات اليونيفيل، وهو جريمة يعاقب عليها القانون".
وأردف: "حتى الآن هناك أكثر من 25 موقوفًا لدى مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي يتم التحقيق معهم".
ولفت الحجار إلى أن التوقيف "لا يعني أن الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، إنّما التّحقيقات هي التي ستبيّن من المسؤول ومن شارك ومن قام باعتداءات أخرى". وتابع: "سنتابع هذه التحقيقات بشكل جاد".
ونفذ الاعتداء على موكب "اليونيفيل" مواطنون غاضبون كانوا يتظاهرون على طريق مطار بيروت، احتجاجًا على عدم منح سلطات المطار إذنًا بهبوط طائرة ركاب إيرانية الخميس.
وبررت مديرية الطيران المدني اللبنانية عدم منح الإذن للطائرة الإيرانية بـ"الحرص على تأمين سلامة وأمن المطار، والأجواء اللبنانية وسلامة جميع الركاب والطائرات"، دون تقديم توضيحات أخرى.