الجيش اللبناني ينتشر جنوبًا.. إسرائيل تهدد بيروت بجولة تصعيد جديدة
قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، إنه إذا انهار وقف إطلاق النار مع حزب الله، فلن يفرّق الجيش بين الدولة اللبنانية، والحزب، وذلك بعد التوتر الذي ساد الحدود يوم أمس.
وحث كاتس، خلال زيارة للحدود الشمالية، الحكومة اللبنانية على "تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل".
وأضاف: "إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان وحزب الله، فلن يظل الوضع هكذا"، وفق قوله.
تصعيد على الحدودوشهد يوم أمس الإثنين موجة تصعيد إسرائيلية، استشهد خلالها ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأُصيب ثلاثة آخرون، جراء غارات جوية إسرائيلية على بلدتي حاريص وطلوسة في جنوب لبنان، بينما زعم جيش الاحتلال قصفه "عشرات الأهداف" في أنحاء لبنان.
وكانت السلطات الصحية اللبنانية قد ذكرت في وقت سابق من يوم أمس أن شخصين آخرين استشهدا في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، مما يرفع عدد شهداء يوم أمس إلى 11.
وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة بعد أن رد حزب الله على الخروقات الإسرائيلية المستمرة للاتفاق لأول مرة منذ يوم الأربعاء، وذلك كـ"رد دفاعي أولي تحذيري" وفقًا لبيان الحزب. وقد استهدف بالصواريخ موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وهي منطقة لبنانية لا تخضع للقرار 1701.
وواصلت إسرائيل خروقاتها اليوم، بشن هجوم جوي فوق مرجعيون بواسطة طائرة مسيّرة أغارت على أطراف ديرسريان جنوبي البلاد، كما أطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي.
مساع دبلوماسيةوقال مصدران سياسيان لبنانيان لوكالة "رويترز" اليوم، إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تفاوض باسم لبنان من أجل التوصل للاتفاق، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر أمس وعبرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار.
وفيما نشطت المساعي الديبلوماسية لاحتواء التطورات الميدانية، نفذ الجيش اللبناني انتشارًا كثيفًا في مدينة صور ومحيطها، اليوم، إيذانًا ببدء إعادة نشر قواته جنوب البلاد لا سيما في القرى الحدودية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بـ"انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، إيذانًا بالبدء في إعادة انتشار الجيش في الجنوب، لا سيما القرى في الحدودية".
انتشار الجيش اللبنانيوفي سياق موازٍ، أعلنت وزارة الدفاع الوطني- قيادة الجيش اللبناني في بيان، عن "الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش من الراغبين ومستوفي الشروط". وأضافت أنه "سيُصار إلى اختيار العدد اللازم بالأفضلية لتطويعهم في الجيش، وفقًا للحاجة والشروط التي تحددها القيادة في حينه".
وفجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها اعتبارًا من النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، لتسفر عن استشهاد وإصابة آلاف اللبنانيين، وسط موجة نزوح داخلية كثيفة. لكن إسرائيل خرقت الاتفاق عشرات المرات منذ إعلانه.
ومن أبرز بنود الاتفاق، هي انسحاب إسرائيل تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وسيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.