بعد موقفه الداعم لإسرائيل في حربها الدموية على قطاع غزة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تل أبيب اليوم الثلاثاء "تضامن" بلاده، وشدد على أن باريس وتل أبيب "تجمعهما حداد" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.
وكتب ماكرون عبر منصة "إكس": "يجمعنا الحداد مع إسرائيل. قتل ثلاثون من مواطنينا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول ولا يزال تسعة آخرون في عداد المفقودين أو محتجزين رهائن. في تل أبيب، أعربت مع عائلاتهم عن تضامن الأمة".
وكان ماكرون قد وصل اليوم الثلاثاء إلى تل أبيب، للتعبير عن "تضامن فرنسا الكامل" مع إسرائيل، التي تستعد على ما يبدو لاجتياح بري واسع لقطاع غزة.
"دعم وتعاطف"
من جهته، قال قصر الإليزيه، إن الرئيس الفرنسي سيدعو إلى "الحفاظ على حياة السكان المدنيين" في غزة أيضًا، وكذلك إلى "هدنة إنسانية" من أجل السماح بوصول المساعدات إلى القطاع الذي يخضع لحصار كامل منذ 17 عامًا، وخروج الأسرى الذين تتحفظ عليهم حماس.
وسيلتقي ماكرون برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس اسحاق هرتسوغ، وزعيمي المعارضة بيني غانتس ويائير لابيد في القدس المحتلة. وبعد لقائهما ظهر اليوم سيدلي ماكرون ونتنياهو بتصريح للصحافيين.
كذلك سيلتقي الرئيس الفرنسي في تل أبيب عائلات فرنسيين أو فرنسيين إسرائيليين قتلوا في عملية "طوفان الأقصى"، أو ذوي أسرى تتحفظ عليهم حركة حماس في قطاع غزة.
وقتل ثلاثون فرنسيًا على الأقل في هجوم حماس كما قالت "فرانس برس"، وما زال سبعة مفقودين، بينهم رهينة مؤكدة وآخرون قد يكونون محتجزين لدى حماس في غزة، وفق الوكالة الفرنسية.
"تصعيد في المنطقة"
كذلك، قال الإليزيه إن ماكرون ينوي أيضًا "مواصلة التعبئة لتجنب تصعيد خطير في المنطقة"، خصوصًا بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
وأضاف أن ماكرون سيقترح أيضًا إعادة إطلاق "عملية سلام حقيقية" من أجل إقامة دولة فلسطينية، مع التزام دول المنطقة في المقابل "بأمن إسرائيل".
ولتحقيق ذلك، "من المحتمل أن يجري محادثات" مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة دول الخليج، حسب الإليزيه.
وتأتي زيارة ماكرون إلى تل أبيب، بعد عدة زيارات من قادة دول في العالم، أعلنت دعمها إسرائيل في العدوان على قطاع غزة، بعنوان "الحرب على حماس" واجتثاثها من القطاع، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني.
وكان ماكرون قد أكد أنه سيقوم بهذه الرحلة إذا كان من الممكن أن تكون "مفيدة" للمنطقة.
يذكر أنه قد بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أكثر من 5300 شهيد بينهم 2055 طفلًا و1119 امرأة، فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 18 ألف جريح.