تظهر الحدود اللبنانية مؤخرًا بوصفها ملفًا بحاجة إلى حلول جذرية مع الجارة سوريا، وقضية أمنية وعسكرية مرتبطة بالاعتداءات الإسرائيلية.
ونحو 375 كيلومترًا هي طول الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، كانت حاضرة في نقاشات الحكومتين اللبنانية والسورية قبل أسابيع قليلة، وأيضًا في مباحثات الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته للعاصمة الفرنسية باريس.
جولة لنواف سلام
واليوم، سلم سفير فرنسا في بيروت هيرفيه ماغرو، وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، نسخة من الوثائق والخرائط من الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناء على طلب لبناني، باعتبارها خرائط ستساعد لبنان في عملية ترسيم حدوده البرية مع سوريا.
بموازاة ذلك، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام جولة ميدانية، اليوم الخميس، في البقاع، شملت بعلبك وجرود، وصولًا إلى الحدود اللبنانية السورية، في سياق خطة حكومية لإعادة ضبط الحدود الشرقية، وفرض حضور الدولة في منطقة لطالما عدت خاصرة رخوة للسيادة اللبنانية.
وكانت الحدود اللبنانية أيضًا مسرحًا للهجمات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على لبنان، بل وكانت حاضرة في اتفاق وقف إطلاق النار، وذرائع تل أبيب بأنها منفذ لتهريب السلاح إلى حزب الله، حسب الادعاء الإسرائيلي.
وضع حد لانتهاكات إسرائيل
من ناحية أخرى، دعا سلام إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في "أسرع وقت ممكن"، مؤكدًا أن حكومته لم تدخر أي جهد دبلوماسي في هذا الإطار.
وفي تصريح صحفي، خلال جولة في محافظة بعلبك شرق لبنان، أكد سلام أن حكومته "لم توفّر أي جهد دبلوماسي" من أجل انسحاب إسرائيل ووقف انتهاكاتها تجاه بلاده، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء.
ودعا سلام إلى وضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية (تجاه لبنان) في أسرع وقت ممكن".
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات "واسعة" مستهدفًا محافظة النبطية جنوب لبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وكانت تلك الغارات الإسرائيلية "غير مسبوقة" في عنفها واتساع نطاقها منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.