الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على سوريا.. هل يتبدل المشهد؟

الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على سوريا.. هل يتبدل المشهد؟

Changed

نافذة سياسية لـ"العربي" حول صراع المصالح والنفوذ في الأزمة السورية (الصورة: الأناضول)
ناقش "العربي" مع الكاتب الصحافي عمر كوش تطورات الأزمة السورية سياسيًا وعسكريًا، على وقع تبدل الأولويات الدولية نحو الحرب في أوكرانيا.

منذ اندلاع الثورة عام 2011، تغير المشهد السوري سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا واقتصاديًا، حيث انقسمت الدولة إلى دويلات وازدادت أعداد اللاجئين وتفاقمت مأساة السوريين الإنسانية وأصبحت سوريا ملعبًا لحروب وكالات وتصفية حسابات في المنطقة والعالم.

أما دوليًا، فيبدو أن هذا الملف لم يعد يستحوذ على اهتمام المجتمع الدولي في ظل انشغاله بالحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية، كما أن الدول الكبرى والمؤثرة في العالم منشغلة بتوسيع نفوذها وزيادة سيطرتها.

وما يزيد المشهد غموضًا، هو التلويح التركي بشنّ عملية عسكرية في الشمال السوري، وما يمكن أن تحدثه من تغيير في الخارطة الجيوسياسية.

هل من حل سياسي للأزمة السورية؟

فقد تحدث الكاتب الصحافي السوري عمر كوش لـ"العربي" من إسطنبول، أنه بعد 11 عامًا من اندلاع الثورة لا تزال سوريا بحاجة إلى تغيير سياسي ينقلها من وضعها المأساوي إلى سوريا جديدة تكون فيها الكلمة للجميع، لكنه أسف لعدم وجود أي أفق حاليًا لحل سياسي عادل يمكن أن تُجمع عليه مختلف القوى الدولية والإقليمية والمحلية

ولوفت إلى أن "الكرة لا تزال في ملعب المجتمع الدولي إلا أنه لم يكترث بالأزمة السورية وبالكارثة الإنسانية السورية الأمر الذي يسد الأفق أكثر دون معرفة واضحة لما ستحمله المتغيرات الجديدة في أوكرانيا وآثارها على سوريا".

وعام 2015، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254 الذي ينص على انطلاق المحادثات بين النظام وقوى المعارضة، إلى جانب تشكيل حكومة انتقالية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية، إلا أن هذا القرار لم يطبق.

وحول هذا الأمر، يرى كوش أن قرار مجلس الأمن تم تفريغه من محتواه نهائيًا، "وبدلًا من الوصول إلى دستور جديد لا يزال الوضع يزداد سوءًا"، معتبرًا أن الوضع عام 2015 كان "أفضل بكثير بالنسبة للسوريين نظرًا للحالة التي وصلوا إليها اليوم".

ويعكس هذا الواقع وفق كوش، عدم جدية المجتمع الدولي في تنفيذ هذا القرار الأممي ولا سيما مع وجود الطرف الروسي المشارك مباشرة في الحرب وصاحبة حق "الفيتو" بمجلس الأمن.

 ويردف أن روسيا "هي من حاولت إفراغ هذا القرار من محتواه وضربت مسارات المفاوضات الأممية التي تمتلك شرعية عبر إيجاد مسارات أخرى لا تمتلك هذه الشرعية الأممية".

 كذلك تطرق إلى عدم قدرة السوريين أنفسهم على إحداث أي تغيير جوهري، في ظل تقاسم النفوذ والحرب بالوكالات بين الدول الكبرى على أرضهم، وبالتالي "كل ما تقرره هذه الدول هو الذي يسير إلى التنفيذ.. الأمر الذي قسم الوضع إلى مناطق أمر واقع يحكمها النظام في أماكن والفصائل في أماكن أخرى".

ملء الفراغ الروسي في سوريا

كذلك لفت عمر كوش إلى أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا بدأ بتحريك المياه في سوريا، أي أنه قام بتنشيط المحاولات الإقليمية لملء الفراغ الروسي الذي تسبب به سحب موسكو أغلب قواتها لإشراكها في الحرب بأوكرانيا.

 وتابع: "بالتالي تريد إيران أن تملأ هذا الفراغ وتركيا أيضًا كما الولايات المتحدة التي تعزز وجودها ونفوذها".

وعليه يرى أن الإعلان التركي الأخير حول إمكان القيام بعملية عسكرية يأتي في سياق ووقت مناسب لأنقرة، على وقع حاجة متبادلة للدور التركي سواء من قبل روسيا أو أميركا.

لكن في الوقت عينه، شكك كوش باحتمال موافقة كل من روسيا والولايات المتحدة على قيام تركيا بهكذا عملية عسكرية، متحدثًا عن تقارير تشير إلى "عدم رضى أميركي على أي عملية عسكرية حاليًا في سوريا".

وأشاري إلى أن المصالح هي من ستغلب في نهاية المطاف، وسيتوقف الأمر على المساومات والمقايضات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close