الحرب على غزة.. كيف تناولت صحف أجنبية الوضع الإنساني في القطاع؟
ما زالت الصحف العالمية تتابع تطورات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وتطرقت تلك الصحف اليوم الأحد، إلى الحصار الإسرائيلي الذي يشتد على غزة ويهدد حياة السكان ويفاقم الأزمات الإنسانية والصحية.
غزة تتجه نحو المجاعة
فقد كتب ديكلان ولش وراجا عبد الرحيم في صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا بشأن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة بعد 100 يوم من الضربات الإسرائيلية المتواصلة.
وجاء في المقال: "في شمال غزة، حيث كان الحصار الإسرائيلي هو الأشد، تُترك الجثث في الطريق، ويوقف السكان الجائعون شاحنات المساعدات بحثًا عن أي شيء للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف ولش وعبد الرحيم أن نسبة سكان غزة المعرضين لخطر المجاعة أكبر من أي مكان آخر، منذ أن بدأت هيئة تابعة للأمم المتحدة قياس الجوع الشديد قبل 20 عامًا.
وتابعا: "يتكدس كثير من سكان غزة في ملاجئ مكتظة ومتدهورة في الجنوب، مع محدودية فرص الحصول على المياه النظيفة أو أساسيات الحياة".
كما ختم مقال "نيويورك تايمز" بأنه على الرغم من الانتقادات العالمية المتزايدة، فإن وتيرة الضربات الإسرائيلية لم تهدأ، بل تسارعت في المناطق التي قيل إنها مناطق آمنة.
جراح في أكسفورد يتحدث عن أهوال مستشفيات غزة
وفي صحيفة "تلغراف"، تنقل الكاتبة ليليا سيبويه عن الجرّاح في جامعة أكسفورد نيك ماينارد، الذي كان قائد فريق الطوارئ الطبي في مستشفى الأقصى حديثه عن أزمة الرعاية الصحية وسوء التغذية.
ويقول ماينارد إن إسرائيل تعمدت استهداف منشآت الرعاية الصحية بشكل مباشر، بهدف تعطيل نظام الرعاية الصحية في غزة، وينفي مزاعم وجود نشاط للمقاومة في المستشفيات.
ويضيف أفضل طبيب في أكسفورد: "جيش الاحتلال نفذ هجومًا صاروخيًا تسبب في تدمير وحدة العناية المركزة، ونشر قناصة في محيط المستشفى".
كذلك، تابع الطبيب البريطاني أنه واجه مأساة تلو الأخرى أثناء إجرائه عمليات جراحية في ظل ظروف "مروعة" في المستشفى.
ويختم ماينارد بالقول إنه يشعر بالذنب لاضطراره لمغادرة غزة، ويحذّر من تزايد أعداد الأطفال الجرحى أو المصابين بحالات سوء التغذية.
شهادة مؤسسة بريطانية عن مشاهد "مروعة"
أما في صحيفة "الإندبندنت"، فينقل الكاتب لوك أوريلي عن مؤسسة خيرية بريطانية المشاهد "المروعة" في قطاع غزة.
وجاء في الصحيفة: "يزداد الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة تفاقمًا، وخاصة في مدينة رفح مع تزايد الالتهابات والأمراض الجلدية والإصابات، ومحدودية الوصول إلى الإمدادات الطبية الأساسية".
وبالإضافة إلى ذلك، ينقل أوريلي عن رئيس الجمعية الخيرية عزيز حافظ قوله إن الوضع في غزة يمثل "كارثة صحة عامة" مع خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق، وخاصة في شمال غزة.
ويتابع الكاتب: "الافتقار الشديد إلى الضروريات الأساسية مشهد متكرر، كمشهد الطوابير الطويلة للحصول على المياه غير الصالحة للشرب، وهناك تحذير من الصدمات النفسية طويلة المدى التي قد يتعرض لها السكان".
ويختم مقال "الإندبندنت": "مع دخول فصل الشتاء، تتفاقم معاناة النازحين الذين باتوا يواجهون تهديدًا مزدوجًا من المجاعة والمرض".
الوحشية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين
بدورها، تطرقت صحيفة "غارديان" في مقال لأوين جونز إلى معاناة سكان غزة بسبب التصريحات الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين.
فقد تطرق جونز إلى أنه "عادة ما يبذل المحرضون على الإبادة الجماعية جهودًا للتستر على جرائمهم، لكن في إسرائيل، يتفاخر الوزراء وضباط الجيش والصحفيون بلغة الإبادة".
وأضاف أنه عند مشاهدة الجنود الإسرائيليين وهم يدمرون البنية التحتية المدنية بسعادة، تزداد التوقعات بحدوث خلافات في الجيش، لكنهم كانوا يعملون وفق ما يتحدث به قادتهم.
وتابع جونز: "كل يوم يحمل مزيدًا من الأمثلة على نوايا الإبادة الجماعية والتحريض عليها، وكل ذلك يحدث بدعم من الغرب والولايات المتحدة".
وختم: "العديد من الذين أدانوا ما فعلته حماس في بداية الحرب، ليس لديهم أي شيء ليقولوه عن تصرفات إسرائيل بحق المدنيين في القطاع".