السبت 13 أبريل / أبريل 2024

الحريري يحمّل حزب الله المسؤولية.. ما تداعيات الأزمة بين الرياض ولبنان؟

الحريري يحمّل حزب الله المسؤولية.. ما تداعيات الأزمة بين الرياض ولبنان؟

Changed

استدعت السعودية سفيرها في لبنان وليد البخاري للتشاور
استدعت السعودية سفيرها في لبنان وليد البخاري للتشاور (غيتي)
قرّرت السعودية التصعيد مع لبنان بعد انتشار تصريحات قرداحي، واستدعاء سفيرها في بيروت، وإعطاء السفير اللبناني مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضيها.

حمّل رئيس "تيار المستقبل" في لبنان سعد الحريري "حزب الله" ورئاسة الجمهورية مسؤولية الأزمة الدبلوماسية مع الرياض، وذلك بعدما استدعت الحكومة السعودية سفيرها في لبنان من أجل التشاور، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال الساعات المقبلة، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي حول الحرب في اليمن، والتي تسبّبت بأزمة دبلوماسية بين بيروت والرياض.

وكانت السعودية استدعت سفيرها في لبنان وليد البخاري للتشاور، وأمهلت سفير بيروت لديها فوزي كبارة 48 ساعة لمغادرة أراضيها، ووقف الواردات اللبنانية كافة إلى المملكة.‎

وعلى غرار القرار السعودي، طلبت وزارة الخارجية البحرينية من السفير اللبناني مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وذلك على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف "المرفوضة والمسيئة" التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة، وفقًا لوكالة الأنباء البحرينية.

واعتبر الوزير قرداحي خلال مقابلة تلفزيونية سُجّلت في أغسطس/ آب الماضي، أي قبل تعيينه وزيرًا، أن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

وقال الحريري، في بيان، إن "المسؤولية أولًا وأخيرًا تقع على حزب الله الذي يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي، وعلى العهد (رئاسة البلاد) الذي يسلّم مقادير الأمور لأقزام السياسة والإعلام والمتطاولين على كرامة القيادات العربية".

وأضاف الحريري أن "السعودية وكل دول الخليج العربي لن تكون مكسر عصا للسياسات الإيرانية في المنطقة، وأن سيادة لبنان لن تستقيم بتعريض مصالح الدول الشقيقة وأمنها للمخاطر المستوردة من إيران".

وقال: "لقد طفح الكيل فعلًا، وعلى القاصي والداني أن يعلم أن عروبة لبنان بوابة الأمان لبلدنا وخلاف ذلك هرولة إلى جهنم".

وكان حزب الله اعتبر، في بيان الخميس، أن "تصريحات قرداحي مشرّفة وشجاعة، وأنه قام بتوصيف العدوان (على اليمن) على حقيقته"، معلنًا رفضه أي دعوة لإقالته أو دفعه للاستقالة.

ميقاتي: سنُصلح كل الشوائب

وكان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكدا الخميس، أن "تصريحات قرداحي كانت قبل تعيينه وزيرًا، ولا تعكس وجهة نظر الدولة، التي تحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية"، إلا أن بعض السياسيين اللبنانيين بينهم نواب في البرلمان طالبوا قرداحي بالاستقالة.

وفي وقت سابق الجمعة، طلب ميقاتي من قرداحي خلال اتصال هاتفي، تقدير المصلحة الوطنية و"اتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".

وأبدى ميقاتي "أسفه" لقرار السعودية استدعاء سفيرها لدى بيروت ومطالبتها سفير لبنان بمغادرة الرياض، متمنيًا على المملكة أن تعيد النظر في قرارها.

وأضاف: "نحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته".

ثلاثة أسباب وراء القرار السعودي

وبعد أيام من التصريحات المشحونة، قرّرت السعودية التصعيد مع لبنان.

وعزت السعودية قرارها إلى أسباب عدة: -أولًا تصريحات قرداحي التي اعتبرتها "مسيئة وتضمّنت افتراءات وقلبًا للحقائق"، مشيرة إلى أنها "حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها".

-ثانيًا "عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، وعدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي".

-ثالثًا سيطرة حزب الله على قرار الدولة اللبنانية وسيطرته على المنافذ كافة، واتهامه بتوفير الدعم والتدريب لجماعة الحوثي في اليمن.

"أزمة أكبر من تصريحات قرداحي"

وفي هذا الإطار، قال الكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية، إن المسألة أكبر من تصريحات الوزير قرداحي، مشيرًا إلى أن الأزمة بين السعودية ولبنان بدأت منذ التسوية الرئاسية عام 2016، وما تلاها من مشكلات مع حكومات الرئيس سعد الحريري، والموقف السلبي تجاه حكومة الرئيس حسان دياب، وغياب أي دعم لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية.

وأضاف قمورية في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تُظهر أي تضامن مع المملكة. 

وقال إن الحكومة اللبنانية الحالية هي "حكومة تحاصص سياسي"، وبالتالي فإن بعض الأطراف تعتبر أن أي قرار بإقالة الوزير قرداحي هو "انتقاص من سيادة لبنان"، وبالتالي فإن أي قرار سيصدر عن الرئيس ميقاتي بحقّ الوزير من شأنه أن يُطيح بالحكومة كاملة.

واعتبر أن لبنان أمام "معضلة حقيقية في كيفية التعاطي مع هذه الحكومة".

ورأى أن "التخلّي عن لبنان هو الذي أوصلنا إلى تنامي النفوذ الإيراني على الساحة اللبنانية"، معتبرًا أن الضحية الوحيدة هو الشعب اللبناني.

"تراكمات كبيرة"

بدوره، قال الباحث السياسي السعودي عبدالله القحطاني، إن القرار السعودي يتجاوز الوزير قرداحي، وأنه جاء نتيجة تراكمات كبيرة من حكومة لبنانية تمثّل دولة أجنبية وهي إيران.

وأضاف القحطاني، في حديث إلى "العربي" من الرياض، أن الموضوع يتعلّق بـ "سيطرة حزب الله على لبنان، والذي يهدد سلامة المواطنين السعوديين سواء بتصدير المخدرات أو بالمشاركة في حرب اليمن".

وقال القحطاني إن لبنان يعاني من أزمة في علاقاته الخارجية وعلاقاته الداخلية.

واعتبر أن السعودية كانت وستظلّ "المُنقذ للبنان، والداعمة له، لكنّها وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع فيها تقبّل هذا التمادي من حزب الله".

وقال القحطاني إن لبنان "لم يعد للبنانيين ولا للعرب، بل لإيران ولحزب الله". 

وأكد أن السعودية "تُريد مصلحة لبنان وسيادته وأمن اللبنانيين واستقرارهم".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close