رأت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة بقرارها استئناف الحرب على القطاع اختارت التخلي عن ذويهم هناك، ووجهت دعوات للتظاهر.
وأضافت عائلات المحتجزين في بيانها: "لقد تحقق أكبر مخاوف العائلات والرهائن ومواطني إسرائيل، فقد اختارت الحكومة الإسرائيلية التخلي عن الرهائن". وتابعت: "نشعر بالصدمة والغضب والرعب من التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من أسر حماس المروع".
وأشار البيان إلى أن "العودة للقتال قبل إطلاق آخر المختطفين ستكون على حساب 59 مختطفًا ما زالوا في غزة ويمكن إنقاذهم وإعادتهم".
وبين أن "الحكومة الإسرائيلية رفضت إعلان انتهاء الحرب من أجل تنفيذ الخطوات التالية في الاتفاق وإعادة كافة الرهائن".
دعوات للتظاهر
واعتبرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أن "إعلان العودة إلى الحرب لإعادة الرهائن هو خداع كامل، فالضغط العسكري يعرض الرهائن والجنود للخطر". وزادت: "يجب علينا العودة لوقف إطلاق النار. حياة كثيرين على المحك".
وطالبت الرئيس الأميركي دونالد "ترمب بمواصلة التصرف كما أعلن وتصرف حتى الآن، لإطلاق سراح جميع الرهائن".
وقالت في رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية: "عائلات الأطفال المختطفين يطالبون بإجابات: لماذا لا تقاتلون في غرفة المفاوضات؟ لماذا انسحبتم من الاتفاق الذي كان من الممكن أن يعيد الجميع إلى ديارهم؟".
وقالت العائلات: "بعد قرار الحكومة الإسرائيلية التضحية بالرهائن الـ59، تتجه عائلات الرهائن الآن إلى القدس وتدعو شعب إسرائيل للانضمام إليها".
وأضافت: "لا شيء أكثر إلحاحا من هذا! الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل الرهائن الأحياء واختفاء الأموات".
من جهته، اعتبر يهودا كوهين، والد الأسير الإسرائيلي نمرود، لصحيفة "هآرتس" العبرية أن لاستئناف الحرب "دوافع سياسية".
واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء، حرب الإبادة على قطاع غزة، بعشرات الغارات استشهد خلالها أكثر من 350 مواطنًا فضلًا عن إصابة المئات، منقلبة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس" وفصائل المقاومة استمر نحو 60 يومًا من إبرامه بوساطة أميركية مصرية قطرية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العشرات من طائرات سلاح الجو شاركت في عملية قصف القطاع، لافتة إلى أن العنصر الرئيسي كان فيها هي "المفاجأة". وبينت هيئة البث أن "إسرائيل" أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة غزة قبل وقوعها فجر الثلاثاء.
تنصل إسرائيلي
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يومًا، فيما تنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فرض تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام "إسرائيل" بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورًا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابًا إسرائيليًا من القطاع ووقفا كاملاً للحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، فضلًا عن إلحاق دمار هائل بالقطاع، ونسف مناطق وتجمعات سكنية كاملة.