Skip to main content

الحكومة رحبت بها.. ما دلالات خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة؟

الجمعة 5 سبتمبر 2025
تتشابك في القرار الوطني الحسابات بين ضغوط الخارج ومعادلات الداخل - الأناضول

بعد شهر من إقرار الحكومة اللبنانية للورقة الأميركية، رحبت الحكومة اليوم بخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة مع إبقاء مضمونها ومداولاتها بشكل سري.

واستخدم البيان الحكومي تعبير "رحبت الحكومة" وليس أقرت الحكومة، مع الإشارة لبدء الجيش اللبناني تنفيذ خطته مع الأخذ بعين الاعتبار كل التعقيدات المتعلقة بتنفيذها.

وبالطبع، فإن الجلسة الحالية للحكومة كما الجلسات السابقة، شهدت انسحاب وزراء الثئاني الشيعي.

لبنان تحت ضغوط الخارج والداخل

وفي وقت سابق، لوّح حزب الله بالشارع في حال مضت الدولة في اتجاه نزع السلاح، وشدد وزير العمل المحسوب على الحزب -في تصريحات خاصة للتلفزيون العربي- على أن الشروط مفروضة من الخارج.

وأكد أن ملف حصرية السلاح شأن داخلي لا يحل إلا بالحوار. لتعبر في موازاة ذلك، كتلة "الوفاء للمقاومة" عن رفضها القاطع لقرارات الحكومة، معتبرةً أنها غير ميثاقيةً وتشكل هدايا مجانية للعدو، وفق البيان الرسمي.

وتتشابك في القرار الوطني الحسابات بين ضغوط الخارج ومعادلات الداخل، فيما تكشف صحيفة نيويورك تايمز عن متابعة حثيثة من الإدارة الأميركية لملف نزع السلاح في لبنان، باعتباره اختبارًا لقدرة الحكومة على فرض سيادتها.

ووفق المنطق الأميركي، لا أنصاف حلول أو تسويات مؤجلة، بل تشديد على التزام بيروت بخطوات عملية واضحة وجدول زمني محدد، في مقابل ضمانات دعم مالي وسياسي يتيح تجنب انهيار الدولة ومؤسساتها.

"تأكيد" للثوابت اللبنانية

وفي هذا الصدد، يعتبر الأكاديمي والباحث السياسي علي مراد أن ترحيب الحكومة بخطة الجيش اللبناني يؤكد ما جرى في جلسة الحكومة، التي اتخذت قرارًا تاريخيًا بشأن بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، وطلبت من الجيش إعداد خطة لذلك.

ويبيّن مراد في حديثه إلى التلفزيون العربي من بيروت، أن القرار يأخذ بعين الاعتبار التوازنات الداخلية والتعنت الإسرائيلي.

ويضيف أن ما خرجت به الحكومة يؤكد الثوابت لجهة السيادة ومسؤولية المفاوض اللبناني والدفاع عن مصالح لبنان، مشيرًا إلى أن الحديث عن أن هذه الورقة أميركية تم إملاؤها لا صحة له.

"انتصار للمقاومة والجيش"

من ناحيته، يرى الكاتب والباحث السياسي علي حمية أن الجيش والمقاومة خرجوا منتصرين في الاقتراح الذي قدمه قائد الجيش، مؤكدًا أن الاقتراح يريح الجميع، وأن الورقة الصلبة التي كانت تتمناها الولايات المتحدة أظهرها الجيش بخطة مرنة، في تحد للإدارة الأميركية.

ويعتبر حمية في سياق حديثه للتلفزيون العربي من بيروت، أن لبنان خرج منتصرًا لأن إسرائيل كانت تراهن على هذه اللحظة بحدوث اضطرابات على الأقل.

ويذكر حمية أن المقاومة نشأت من غياب الدولة وعدم تسليح الجيش اللبناني وهو الواقع الذي لا زال لبنان يعاني منه، لافتًا إلى أن الجميع يكن كل الاحترام والتقدير للجيش اللبناني.

صيغة "ترضي" جميع الأطراف

ومن بيروت أيضًا، يعرب الكاتب الصحفي نذير رضا عن اعتقاده بأن الصيغة التي أعدت واستمر العمل عليها طيلة أربعة أيام كانت أفضل الصيغ، وأنها ترضي جميع الأطراف، مشيرًا إلى أنها تحمي التوازنات الداخلية وتمنع انفراط العقد الحكومي.

ويضيف رضا في حديثه إلى التلفزيون العربي، أن الورقة مكّنت الجيش من القيام بمهامه بدون جدول زمني ولا أي ضغوط عليه، كما أنها تقر بمضمون الورقة الأميركية وأهدافها، موضحًا أنها ترضي الثنائي الشيعي من خلال ربط تنفيذها بخطوات تصدر من جانب إسرائيل.

ويتابع الكاتب الصحفي أنه لا يمكن الجزم أن هذه الورقة سترضي الخارج أيضًا، وما إذا كانت هناك مقترحات أميركية عملية ستقترح على الجيش اللبناني، مردفًا أن الجيش اللبناني بدأ فعليًا في تنفيذ الخطة من جنوب نهر الليطاني، وأن المشكلة الأساسية في شمال النهر.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة