اندلعت مواجهات بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين في عدة مدن مغربية، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، والتنديد بالفساد.
ورشق عدد من الشبان عناصر الأمن بالحجارة وأضرموا النيران في الإطارات المطاطية. وتستمر الاحتجاجات الشبابية التي دعت إليها مجموعة مغربية تعرف باسم "جيل زد"، والتي ترفع شعار "الصحة والتعليم أولاً، لا نريد كأس العالم".
وأكد المشاركون في الاحتجاجات رفضهم "بناء ملاعب ضخمة بينما المستشفيات والمدارس تعاني الإهمال".
مطالب "جيل زد"
وبدأت قصة "جيل زد" المولود بين عام 1997 و2012 على منصة "ديسكورد"، لكن سرعان ما تحولت النقاشات الرقمية إلى مظاهرات حقيقية شملت 11 مدينة في العاصمة الرباط وفي الدار البيضاء وطنجة.
وأكدت الحركة سلميتها واستقلالها عن الأحزاب والسياسة.
ويقول الناشطون إن مطالبهم بسيطة: مستشفيات مجهزة، تعليم عمومي في متناول الجميع، ومشاركة جماعية في السياسات العامة.
ورأى مراقبون أن ما يحدث هو تحول جديد لجيل شاب يجمع بين النشاط الرقمي والاحتجاج السلمي في الشارع.
وقال رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط حكيم سيكوك للتلفزيون العربي: إن "الرد الذي استخدمته قوات الأمن على الاحتجاجات السلمية كان ممنهجًا وعنيفًا، كما شاهدنا اعتقالات كثيرة".
فيما عبرت إحدى المشاركات عن رأيها بالقول: "خرجنا للمطالبة بحقوقنا المشروعة، ولكن ووجهنا بالقمع، لم يعد لدينا الحق للمشي في الشارع العام".
المواجهات تزداد
وازدادت حدة الاحتجاجات التي يقودها شبان يطالبون بتحسين التعليم والرعاية الصحية في المغرب، لتتحول إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، مساء الثلاثاء، في رابع يوم على التوالي من المظاهرات في عدة مدن.
وأفادت وسائل إعلام محلية وشهود بأن مئات الشبان رشقوا قوات الشرطة بالحجارة خلال سعيها لتفريق التجمعات في مدن تيزنيت وإنزكان وآيت عميرة في جنوب البلاد، بالإضافة إلى مدينة وجدة في الشرق، ومدينة تمارة بالقرب من العاصمة الرباط.
وقالت الحكومة المغربية، الثلاثاء، إنها تتفهم المطالب الاجتماعية ومستعدة للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها، في إشارة إلى الاحتجاجات الشبابية التي تعم الشارع المغربي.
وقالت رئاسة الحكومة في بيان إنها "وبعد استعراضها لمختلف التطورات المرتبطة بالتعبيرات الشبابية في الفضاءات الإلكترونية والعامة، تؤكد على حسن إنصاتها وتفهمها للمطالب الاجتماعية، واستعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها عبر الحوار والنقاش داخل المؤسسات والفضاءات العمومية وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنزيل للانتصار لقضايا الوطن والمواطن".
وكانت مجموعة من الشبان تطلق على نفسها "جيل زد 212" في إشارة إلى مفتاح المغرب في المكالمات الدولية، قد احتجت في عدد من المدن المغربية الكبرى لليوم الرابع على التوالي للمطالبة بتحسين خدمات اجتماعية كالصحة والتعليم ومحاربة الفساد.