بدأت الأطراف السياسية في العراق تتجه نحو القبول بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة كما يدعو لها التيار الصدري الذي يعتصم أنصاره بمحيط البرلمان، في دلالة على تعطيل العملية السياسية إلى حين الاستجابة لشروطه.
وفي خطوة نحو التهدئة، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اليوم الجمعة، تأييده إجراء انتخابات مبكرة.
وقال الحلبوسي في تغريدة له، إن "مجلس النواب ممثل الشعب، وتلك الجماهير التي احتشدت هي جزء من كيانه وضميره، والتي لا يمكن بأي حال إغفال إرادتها في انتخابات مبكرة التي دعا لها مقتدى الصدر".
ومضى قائلًا: "نؤيد المضي في انتخابات نيابية ومحلية خلال مدة زمنية متفق عليها للشروع مجدداً بالمسيرة الديمقراطية تحت سقف الدستور والتفاهم بما ينسجم مع المصلحة الوطنية العليا للبلاد".
تأييد لمواقف الصدر
في غضون ذلك، أكد خطيب صلاة الجمعة الموحدة، التي أقيمت بساحة الاحتفالات في بغداد والتي دعا لها الصدر، مهند الموسوي، أن حكومات التوافق تسببت بخسائر كثيرة للأموال ونقص الخدمات، فيما أشار إلى رفض المرجعية للطبقة السياسية.
وقال الموسوي، إن "العراق أصبح أسيرًا للفساد وإن حكومات التوافق تسببت بخسائر كثيرة للأموال ونقص الخدمات".
والأربعاء، دعا الصدر إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ضمن أزمة سياسية مستمرة منذ تسعة أشهر، تأزمت حينما اقتحم أنصار التيار الصدري للمرة الثانية في أقل من أسبوع، مقر البرلمان رفضًا لترشيح الإطار محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء.
ولم يتمكن التيار الصدري من تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، رغم تصدره نتائج الانتخابات، في وقت يتمسّك "الإطار التنسيقي" بحكومة "توافق وطني" كالمعتاد، وبات يمتلك أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة عقب انسحاب كتلة الصدر من البرلمان البالغ عددهم 73 نائبًا.
واعتبر الموسوي، أن "العراق أصبح أسير الفساد والفاسدين وصار يتصدر قائمة الفساد في العالم بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة ومنهج المحاصصة المقيت والتقاسم والتردي في مجالات الخدمات والصحة والتعليم والأمن وغيرها".
وأبدى الموسوي دعمه لما سماه "المشروع الإصلاحي" لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، معلنًا تضامنه مع الصدر في الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
المبعوثة الأممية تلتقي الصدر
ووصلت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، اليوم الجمعة، إلى مكتب الصدر، في النجف جنوبي البلاد.
واكتفت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، بالقول إن بلاسخارت وصلت إلى مكتب الصدر في منطقة الحنانة بالنجف للاجتماع مع زعيم التيار الصدري، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، أفاد موقع "بغداد اليوم" الإخباري المحلي، بأن لقاء بلاسخارت مع الصدر يأتي ضمن جولات عديدة أجرتها رئيسة البعثة الأممية على الأقطاب السياسية في بغداد وأربيل لبحث الأزمة السياسية في البلاد والتأكيد على ضرورة الحوار.