أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، أنّ "لا عقبات" أمام سعي روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية في السودان على ساحل البحر الأحمر.
وقال وزير الخارجية السوداني، خلال زيارة إلى موسكو أمس الأربعاء، إنّ الخرطوم وموسكو "متفقتان تمامًا" بشأن هذه المسألة، من دون مزيد من التفاصيل.
"لا عقبات"
وأضاف الشريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: "نحن متّفقون تمامًا بشأن هذه المسألة، ولا توجد أيّ عقبات على الإطلاق".
وأكّد الوزير السوداني أنّ "هذه أيضًا مسألة سهلة".
من جهته، لم يعلّق لافروف على تصريح نظيره السوداني بشأن القاعدة العسكرية.
إلا أن لافروف أكد موقف بلاده الثابت بشأن ضرورة وقف العمليات العسكرية وإطلاق حوار وطني شامل في السودان.
وأضاف لافروف أن روسيا ستعمل على اتخاذ خطوات إضافية من أجل تسوية سياسية، وأدان كل التدخلات في شؤون السودان.
وتتطلّع موسكو منذ سنوات لإنشاء قاعدة بحرية لها قرب مدينة بورتسودان.
تطورات ميدانية
ويأتي هذا الحديث فيما يمضي الجيش السوداني في تثبيت أقدامه في معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، إضافة إلى ولايتَي الجزيرة وشمال كردفان، ضمن حرب متواصلة منذ أبريل/ نيسان 2023.
وقد استعاد الجيش خلال الأيام القليلة الماضية نحو 90% من الجزيرة، بعد عام من سيطرة "الدعم السريع" على الولاية، كما استعاد مدينة أم روابة الإستراتيجية بولاية شمال كردفان.
واعتمد السودان عسكريًا على روسيا في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح به في 2019 بعد ثلاثة عقود في السلطة اتّسمت بعزلة دولية وبعقوبات أميركية صارمة.
وفي عهد البشير أبرمت الخرطوم وموسكو اتفاقًا مدّته 25 عامًا، يتيح لروسيا أن تبني وتشغّل قاعدة عسكرية بحرية على البحر الأحمر.
لكن بعد الإطاحة بالبشير وضع الجيش السوداني هذا الاتفاق "قيد المراجعة"، ومنذ ذلك الحين ومصير هذه القاعدة غير واضح.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صادق في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، على اتفاق على إقامة قاعدة روسية بالسودان.
ويمكن لهذه القاعدة استقبال أربع سفن حربية في وقت واحد، وتُستخدم في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين لأفراد أطقم السفن الروسية.
وما تزال حرب السودان مشتعلة، وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.