بينما يواصل الجيش الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، أفادت صحيفة عبرية نقلًا عن مصادر أن تل أبيب تنتظر أن تبدأ اللجنة المراقبة للاتفاق عملها في جنوب لبنان، حتى تخفض وتيرة تلك الخروق.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مصدر سياسي أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في عملياته الهجومية داخل لبنان بوتيرة مرتفعة وبقوة، حتى بدء عمل اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق مع لبنان".
وتعد هذه المعطيات أول تلميحات إسرائيلية إلى عدم توقف الخروق للاتفاق، حيث اكتفى المصدر بالحديث عن خفض وتيرتها، وفق ما أكد مراسل التلفزيون العربي عبد القادر عبد الحليم.
فرنسا تحذر تل أبيب
كذلك، كشفت الصحيفة أن فرنسا حذرت إسرائيل من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بسبب خرقها المستمر للاتفاق، بما في ذلك ارتكابها خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 52 خرقًا.
وبحسب المصدر نفسه، أشارت فرنسا إلى تحليق مسيّرات إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق بيروت.
وكانت مراسلة التلفزيون العربي في لبنان، قد أفادت صباحًا، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارة جوية على القطاع الأوسط جنوبي لبنان، كما واصل إطلاق التحذيرات لسكان عشرات البلدات والقرى، من التوجه إليها، مع استمرار تحليق الطائرات المسيّرة الاستطلاعية.
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن جيش الاحتلال ألقى 3 قذائف على محيط بلدة الخيام جنوبي البلاد، حيث استهدف نبع ابل بقذيفة ومنطقة الجلاحية بأخرى. كما طالت قذيفة سهل مرجعيون.
وأشارت الوكالة نفسها إلى أن أصوات انفجارات قوية سمعت فجرًا في أطراف بلدتَي يارون ومارون الراس. كما وقع انفجار هائل في بلدة الخيام فجرًا، ومن المرجح أن يكون ناتجًا عن عمليات نسف للمنازل والمباني من قبل جيش الاحتلال.
شروط اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
وفي الساعة الرابعة من فجر الأربعاء الماضي بتوقيت بيروت، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بعد أشهر من الاشتباكات عبر الحدود تحوّل إلى عدوان واسع على لبنان ابتداء من سبتمبر/ أيلول.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يومًا، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وسيكون الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيدًا و15 ألفًا و859 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي مع تصعيد العدوان.