أعلن رئيس النادي الأهلي المصري محمود الخطيب، أمس الجمعة، نيته عدم الترشح لولاية جديدة بسبب ظروفه الصحية، معربًا عن ثقته الكاملة بأعضاء المجلس الحالي للنادي وقدرتهم على إدارة المرحلة المقبلة.
وأوضح الخطيب (اللاعب التاريخي السابق) في بيان نشره موقع النادي أن ابتعاده عن العمل الإداري في الفترة المقبلة يعود إلى ظروف صحية تتطلب منه الراحة والعلاج، مشيرًا إلى أنه حاول أكثر من مرة الاستمرار في قيادة الأهلي رغم نصائح الأطباء بالابتعاد عن الضغوط، لكنه وجد أن المرحلة الحالية تفرض عليه التفرغ لصحة تتأثر سلبًا بفعل الضغوط اليومية.
الخطيب، البالغ من العمر 70 عامًا، والذي تولى رئاسة "القلعة الحمراء" في عام 2017، كان قد مهد لذلك في شهر فبراير/ شباط الماضي، حين أعلن خلال حفل تقديم استاد النادي الجديد عزمه الحصول على إجازة طويلة لإجراء بعض الفحوص الطبية، وبناءً على نتيجتها سيحدد موعد عودته.
غير أن الخطيب لم يكشف حينها موقفه من الترشح لدورة جديدة في الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال الخطيب في بيانه أمس: "حاولت مرارًا الحصول على فترة راحة استجابةً لنصائح الأطباء، لكن التطورات المتلاحقة والتزاماتي تجاه النادي وجماهيره دفعتني إلى الاستمرار".
الأهلي يرد على رئيسه
وبعد ساعات من نشر النادي بيان الخطيب، الذي يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي حتى اليوم، رد مجلس إدارة النادي في بيان رسمي آخر يؤكد احترامه الكامل لقرار رئيسه وظروفه الصحية، لكنه شدد في الوقت نفسه على رفضه القاطع لابتعاده سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل.
واعتبر مجلس الإدارة أن الأهلي في حاجة إلى قيادة الخطيب، ورؤيته في مرحلة مفصلية من تاريخه.
وأشاد البيان بتاريخ الخطيب الممتد على مدار أكثر من نصف قرن بين ملاعب الكرة ومكاتب الإدارة، مؤكدًا أن النادي سيظل متمسكًا بوجوده رمزًا وواجهة، متمنيًا له الشفاء العاجل ومعبّرًا عن أمله في أن يعدل عن قراره.
وعكس إعلان الخطيب ابتعاده عن النادي، حالة من الانقسام لدى جماهير الأهلي بين القلق على مستقبل النادي بعد حقبة ذهبية قادها اللاعب التاريخي، والتقدير لمسيرته المميزة.
وعبّر قطاع واسع من جماهير الأهلي عن تضامنهم الكامل مع الخطيب، معتبرين أن صحته أهم من أي منصب، في حين شدد آخرون على أن غيابه سيشكل خسارة كبيرة للنادي الذي يعيش مرحلة تنافسية حادة محليًا وإفريقيًا.
وحملت مئات من التعليقات على منصتي فيسبوك وإنستغرام صور الخطيب في فترات مختلفة من مسيرته، بعضها من زمن لعبه بالقميص الأحمر وأخرى من فترات رئاسته للنادي.
مسيرة حافلة
ويعد الخطيب المولود عام 1954 في محافظة الشرقية أحد أبرز نجوم كرة القدم المصرية والإفريقية.
وانضم إلى الأهلي في منتصف السبعينيات وأصبح أحد أبرز هدافي الفريق ومنتخب مصر.
كما حقق مع الأهلي عشرة ألقاب دوري محلي وخمسة ألقاب كأس مصر. وفاز بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 1982، وكان أول لاعب مصري يتوج بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء من مجلة "فرانس فوتبول" في العام نفسه.
واعتزل "بيبو" اللعب في نهاية الثمانينيات بعد مسيرة حافلة تجاوزت 100 هدف رسمي مع النادي.
وعلى المستوى الإداري، شغل الخطيب مناصب عدة في الأهلي، بينها عضو مجلس إدارة ثم نائب رئيس، قبل أن يُنتخب رئيسًا للنادي في 2017 ويعاد انتخابه لدورة جديدة في 2021.
وخلال فترته الرئاسية الأخيرة، قاد الأهلي للتتويج المتكرر بدوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي، إضافة إلى برونزية كأس العالم للأندية مرتين.
