الخميس 28 مارس / مارس 2024

"الدعم السريع" مستعدة للتجديد.. دعوة لتمديد اتفاق الهدنة في السودان

"الدعم السريع" مستعدة للتجديد.. دعوة لتمديد اتفاق الهدنة في السودان

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" حول اتهام البرهان المبعوث الأممي في السودان بالتضليل (الصورة: غيتي)
أعلنت قوات الدعم استعدادها لبحث إمكانية الوصول إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار، فيما دعت واشنطن والرياض طرفي الصراع بالسودان إلى تمديد الهدنة.

دعت كل من الولايات المتحدة والسعودية، اليوم الأحد، طرفي الصراع في السودان إلى تمديد الهدنة والتي من المقرر أن تنتهي مساء الإثنين.

جاء ذلك في بيان للخارجية السعودية، قبل يوم من انتهاء اتفاق تهدئة رعته الرياض وواشنطن في مدينة جدة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأسفر عن هدنة لمدة 7 أيام.

ومساء 22 مايو/ أيار الجاري، بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الطرفين لمدة أسبوع، مع استمرار محادثات بينهما في السعودية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع.

وتشهد عدة ولايات بالسودان، منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للآخر.

"تمديد وقف إطلاق النار"

وأفاد البيان، بأن "السعودية والولايات المتحدة بصفتهما ميسّرين لاتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد، تدعوان القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لمواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديده".

وذكر أن "وقف إطلاق النار سينتهي الإثنين الساعة 9:45 بتوقيت الخرطوم (19:45 توقيت  غرينتش)".

وأوضحت السعودية والولايات المتحدة في البيان ذاته، أنه "بما أن الاتفاق ليس كاملاً، إلا أن التمديد سيسهل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني".

وتابع البيان قائلًا: "في ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزامهما بموجب وقف إطلاق النار قصير الأمد وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان".

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت مساء السبت، استعدادها لبحث إمكانية الوصول إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار، خلال آخر يومين من الهدنة الحالية التي بدأت مساء الإثنين.

وأكدت الدعم السريع في بيان، "التزامها باتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية الذي تم توقيعه بمدينة جدة السعودية في 20 مايو 2023".

وأبدت "استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات خلال آخر يومين من الهدنة تحت رعاية الوساطة السعودية الأميركية لمناقشة إمكانية الوصول إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية".

وقالت: إن "اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد ألزم كلا الطرفين بإخطار لجنة المراقبة والتنسيق في موعد لا يتجاوز الساعة 9:45 بالتوقيت المحلي من مساء يوم 27 مايو الجاري، باستعداده للموافقة على تمديد الاتفاق".

وذكرت أنه "بناء على ما تقدم، ستستمر قوات الدعم السريع في مراقبة الهدنة الحالية إلى نهايتها في 29 مايو الحالي، لاختبار مدى جدية والتزام الطرف الآخر للمضي في تجديد الاتفاق من عدمه".

لماذا أصر البرهان على اتهام المبعوث الأممي؟

وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قد اتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرتيس بالمساهمة بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل" في اندلاع النزاع الدامي في منتصف أبريل، في ما يبدو أنه حلقة من سلسلة تحركات تهدف إلى تعزيز موقعه في الحرب الدائرة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "صُدم" برسالة من البرهان طلب فيها "ترشيح بديل" لبيرتيس، واتهمه بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية تحولت حربًا مدمرة.

وفي هذا الإطار، يوضح أستاذ الدراسات الأمنية والإستراتيجية أسامة عيدروس، أن لوم فولكر لم يأت فقط من السودان فقط، بل إن هناك لومًا عامًا عليه، حتى الولايات المتحدة نفسها وعلى لسان مسؤوليها لا يتحدثون فقط عن الأمم المتحدة ومبعوثها، وإنما يتحدثون عن أن العالم لم يقدم ما يكفي للتجربة الديمقراطية والانتقال السياسي في السودان، مشيرًا إلى أن العملية السياسية التي تعطلت لفترة الأربع سنوات الماضية كانت نهايتها الحرب الدائرة الآن.

وفي حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، يرى عيدروس أن البعثة الأممية لم تستطع تقديم العون السياسي للسودان على الرغم من الذي قدمته ومهما كان الإطار الذي جاءت به، لافتًا إلى أن فولكر كان موجودًا في قلب الأحداث بالسودان، وفشل في النهاية فشلًا واضحًا.

ويؤكد عيدروس أن الحق السيادي للسودان في أن يتم التشاور معه في المبعوث وحركته ودخوله إلى البلاد، موضحًا أن الدولة هي التي تحدد ما إذا كان المبعوث مرغوبًا فيه أم لا.

ويخلص إلى أن البعثة الموجودة الآن جاءت بطلب من حكومة السودان لتقديم عون سياسي من خلال إرسال مبعوث وافقت عليه الحكومة ودخل إلى البلاد، مشيرًا إلى أن فشل البعثة الأممية في السودان كانت نتيجتها الحرب، بالإضافة إلى فشل الأطراف السودانية نفسها في إدارة الانتقال.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close