الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

الديمقراطية الغربية.. هل فقدت جاذبيتها باعتبارها أفضل نظام للحكم؟

الديمقراطية الغربية.. هل فقدت جاذبيتها باعتبارها أفضل نظام للحكم؟

Changed

حلقة من برنامج "قراءة ثانية" تناقش المشكلات والتحديات التي تواجهها الديمقراطية الغربية في ظل ما تشهده دول غربية من صعود تيارات وممارسات غير ديمقراطية (الصورة: غيتي)
وُلد مفهوم الديمقراطية ونقده في اللحظة التاريخية نفسها، حيث انطلق تقييم هذه الفكرة وتفكيكها في الغرب منذ بدء طرحها وتطبيقها باعتبارها نظامًا للحكم في اليونان القديمة.

عندما سقط حائط برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي ومعه منظومة الحكم الشيوعية قبل أكثر من 30 عامًا، بدا للكثيرين أن النظام الديمقراطي الغربي هو الخيار الوحيد والأفضل للبشرية، وأن دائرة التاريخ اكتملت بسيادة قيم الليبرالية.

غير أن ما شهدته وتشهده بعض دول الغرب من صعود تيارات ومن ممارسات غير ديمقراطية، يكشف أن تلك على الأرجح كانت قراءات متعجّلة، ربما لأن الديمقراطية الغربية تعيش تحديات اليوم، وجاذبيتها باعتبارها أفضل نموذج للحكم تراجعت.

جدل الديمقراطية

وُلد مفهوم الديمقراطية ونقده في اللحظة التاريخية نفسها، حيث انطلق تقييم هذه الفكرة وتفكيكها في الغرب منذ بدء طرحها وتطبيقها باعتبارها نظامًا للحكم في اليونان القديمة.

لكن الديمقراطية واجهت اتهامات من قبل فلاسفة بأنها تمنح الحكم للخبثاء والجهلاء والفوضويين والفاسدين، وتحوّل أفراد الشعب إلى مرضى ومنحلين ونفعيين وغير أسوياء.

كما أنها تعبث بالقيم الموروثة ولا تسعى لتحقيق المنفعة العامة، وفق هؤلاء. لم يتوقف قطار الديمقراطية رغم الانتقادات؛ وفي القرن العشرين تحولت إلى أكثر أشكال الحكم رواجًا وانتشارًا.

في المقابل، واجهت تجاربها نقدًا صارمًا، حيث رأى باحثون أن الديمقراطية الليبرالية أدت في بعض البلدان إلى طغيان الأغلبية، وتحولت في بلدان أخرى إلى واجهة مزيفة لحكم الأقلية.

واعتبر الباحثون أنها سمحت بصعود جهلاء وشعبويين، وأن بنيتها هشة ومهددة باستمرار، وتحتاج دائمًا إلى الإصلاح، وأن إجراءاتها التي تكفل لها تصحيح أخطائها لم تعد كافية لحمايتها من التراجع أو الانهيار.

أزمة ديمقراطيات

في هذا السياق، ترى أستاذة العلوم السياسية في جامعة غوتنبرغ السويدية إلين لاست، أن نجاح الديمقراطية مرتبط بعدة عوامل أبرزها وثوق الأشخاص بها.

وتشير لاست، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "فقدان الثقة لدى البعض بالديمقراطية نابع من المشاكل المحلية والأزمات الاقتصادية التي يعيشها الفرد في بلده".

وتلفت إلى أن "هذا الوضع الصعب الذي تعيشه أكثر من دولة ليس جديدًا، بل شهد العالم مثيلًا له في السابق، وتخطاه بعد ذلك".

وتقول: "ما يحصل اليوم هو مشكلة ديمقراطيات وليس أزمة في مفهوم الديمقراطية".

وتشدد على أن "الديمقراطية اليوم متنازع عليها بمجالات مختلفة، وبالتالي باتت اليوم مرتبطة بما يمكن للأفراد القيام به داخل مجتمعاتهم".

إعادة خلط الأوراق

من جهته، يشرح رئيس برنامج العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات باسل صلوخ، أن الديمقراطية تعيش اليوم مشكلة باتت واضحة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وبعد أحداث البريكست.

ويشير صلوخ، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "الولايات المتحدة كانت مثالًا في الجامعات لدى الحديث عن الديمقراطية، إلا أن اقتحام الكونغرس أعاد خلط الأوراق".

ويقول: "لدى نشوء مفهوم الديمقراطية، كان الهدف منها ليس كما نعيشه اليوم أن يكون نظام حكم، بل كان يهدف إلى إدارة الأزمات بين الأفراد بطريقة ديمقراطية".

ويضيف: "في القرن 18 بدأت فكرة الديمقراطية التمثيلية، وكانت محاولة للسيطرة على دخول شرائح مختلفة من المجتمع إلى السياسة".

من هنا، يؤكد أن "الأزمة اليوم تكمن في الديمقراطية التمثيلية بسبب اختطاف المشاركة السياسية من قبل مصالح اقتصادية ولوبيات مختلفة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close