الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

الديمقراطية في العالم العربي.. وعود لم تتحقق وتراجع مستمر

الديمقراطية في العالم العربي.. وعود لم تتحقق وتراجع مستمر

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" عبر "العربي" ترصد حالة الديمقراطية في العالم العربي.
مؤشرات الديمقراطية المتدنية يعكسها واقع المواطن العربي الذي يكابد يوميًا لتوفير قوته بأجور ضعيفة وبغياب تأمين على الصحة والحياة.

تصاعد منذ أكثر من 10 سنوات سؤال في العالم العربي حول المسافة بين العرب والديمقراطية.

هذا السؤال ما زال مطروحًا حتى اليوم مع توالي صدور تقارير دولية ترصد حالة الديمقراطية في دول المنطقة.

فوفق مؤشر الديمقراطية لعام 2021، تبدو الصورة قاتمة في العالم العربي حيث تذيلت منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط المراتب الأخيرة.

 وصنفت 17 دولة بأنها إستبدادية بينما غابت 4 دول عن التصنيف وهي الصومال وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر.

وقد تراجعت تونس إلى المرتبة 75 بعدما كانت في المرتبة 54 في مؤشر الديمقراطية لعام 2020، وباتت مهددة بالعودة إلى مربع الاستبداد بانتقالها إلى حالة النظام الهجين.

هذه الحالة قد ينزلق إليها لبنان الذي تراجع بدوره من فئة الديمقراطية الهجينة إلى فئة الدول الاستبدادية ليلتحق ببقية دول المنطقة العربية.

واقع المواطن العربي

مؤشرات وتصنيفات متدنية يعكسها واقع المواطن العربي الذي يكابد يوميًا لتوفير قوته بأجور ضعيفة وفي أغلب الحالات دون تأمين على الصحة والحياة.

هذا فضلًا عن قدرة شرائية ضعيفة ومستوى معيشي لا يكفل أدنى حقوق المواطنة إلى جانب رداءة الخدمات الصحية ونظم تعليم غير متطورة.

ورغم وجود ثروات طبيعية متنوعة في المنطقة العربية، إلا أن الحكومات عجزت لعشرات السنوات عن بناء اقتصاد يكفل للمواطنين حقهم في عيش كريم.

هذا الوضع يتفاقم مع ظاهرة الفساد المستشري داخل مؤسسات الأنظمة التي تسيّر الدولة دون أن تشارك شعوبها في صنع القرار ودون محاسبة عن سوء التصرف في الموارد والميزانيات.

منظمة الشفافية الدولية ربطت بين مؤشرات الفساد وملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان، فوفق تقريرها السنوي لعام 2021 لم يحقق الربيع العربي خلال العقد الأخير أي وعود بالتغيير حتى في الدول التي أقامت أنظمة جديدة.

لكن ذلك لا يقطع الطريق أمام الشعوب العربية في فرض إرادتها وتحقيق مرادها لبناء مسارها الديمقراطي.

مسافة بعيدة عن الديمقراطية

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ التاريخ السياسي المعاصر عبد اللطيف الحناشي أن المسافة التي تفصل العالم العربي عن الديمقراطية واسعة وعميقة، لأسباب متعددة أبرزها أن المنطقة العربية كانت تحت حكم سلطات إستعمارية ثم حاءت بعدها نخب جديدة لم تكن ديمقراطية نظرًا لغياب الممارسة الديمقراطية الحقيقية.

ويقول في حديث إلى "العربي" من تونس إن ما كان يُعرف بالاستعصاء الديمقراطي في البلدان العربية فندته بعض التجارب بعد الربيع العربي وخاصة بعد الثورة التونسية.

إلا أن الحناشي يشدد على أن العملية الديمقراطية تتطلب وقتًا غير قصير كما أثبتت التجارب التاريخية، مذكرًا بأن الأنظمة الديمقراطية في أوروبا تكرست بعد حربين عالميتين ذهب ضحيتهما الملايين من البشر.

وتحدث عن عوامل داخلية وخارجية في العالم العربي حالت دون التحول إلى الديمقراطية فضلًا عن قضية الثقافة والعقليات ومسؤوليات الأنظمة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close