الجمعة 20 حزيران / يونيو 2025
Close

الذكاء الاصطناعي في خدمتها.. شركات تكنولوجيا أميركية تدعم حروب إسرائيل

الذكاء الاصطناعي في خدمتها.. شركات تكنولوجيا أميركية تدعم حروب إسرائيل

شارك القصة

تتمتّع "مايكروسوفت" بعلاقة وثيقة بشكل خاص مع الجيش الإسرائيلي تمتد لعقود - أسوشييتد برس
تتمتّع "مايكروسوفت" بعلاقة وثيقة بشكل خاص مع الجيش الإسرائيلي تمتد لعقود - أسوشييتد برس
الخط
زوّدت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة إسرائيل سرًا بطفرة هائلة في خدمات الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في حربي غزة ولبنان.

كشفت وكالة "أسوشييتد برس" أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم التكنولوجيا الأميركية في حربَيه على قطاع غزة ولبنان.

وأضافت الوكالة في تحقيق نُشر أمس الثلاثاء، أنّ شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة زوّدت إسرائيل سرًا بطفرة هائلة في خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة، التي مكّنتها من ملاحقة وقتل أعداد أكبر ممن تزعم أنّهم مقاتلون في غزة ولبنان.

وكشف التحقيق عن تفاصيل جديدة بشأن كيفية اختيار أنظمة الذكاء الاصطناعي للأهداف والطرق، التي يُمكن أن تخطئ بها، بما في ذلك البيانات الخاطئة أو الخوارزميات المعيبة.

وأكدت أنّه مع تصاعد الشهداء في صفوف المدنيين، تعاظمت المخاوف بشأن دور هذه التقنيات في قتل الأبرياء.

وأثار استخدام إسرائيل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في عمليات عسكرية، انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بإجراء تحقيقات مستقلّة في طبيعة هذه الأنظمة ومدى التزامها بالقانون الإنساني الدولي.

استهداف الأبرياء

وأشار التحقيق إلى طفرة كبيرة في استخدام الاحتلال الإسرائيلي لتقنيات شركتَي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" من أجل تحديد الأهداف العسكرية المحتملة، من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد مكان الأشخاص المستهدفين وتصنيفهم.

وأضاف أنّ الذكاء الاصطناعي مكّن جيش الاحتلال من اتخاذ قرارات قد تكون غير دقيقة في ثوانٍ معدودة؛ على غرار استهداف المباني السكنية، وهو ما يقلّل الحاجة إلى مراجعة بشرية قبل تنفيذها.

وأشار التحقيق إلى أنّ الاعتماد المُفرط على أنظمة الذكاء الإصطناعي أدى إلى استهداف عدد كبير من المدنيين في غزة ولبنان.

ونقلت الوكالة عن ضابط استخبارات إسرائيلي قوله إن الضباط الشباب يتعرّضون لضغوط للعثور على الأهداف بسرعة فيقعون في أخطاء.

وأضاف الضابط: "شاهدنا أخطاء استهداف تتعلق بالذكاء الاصطناعي بسبب ترجمات غير دقيقة"، مشيرًا إلى أنّ هذه الأنظمة حدّدت طلابًا في المرحلة الثانوية على أنّهم مُقاتلون محتملون.

علاقات تمتدّ لعقود

واستند التحقيق إلى وثائق وبيانات ومقابلات مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، بينهم 3 ضباط استخبارات في الاحتياط، إضافة إلى مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين في شركات "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" و"غوغل" و"أمازون".

وتشمل اتفاقية الخدمة بين جيش الاحتلال وشركة "مايكروسوفت" ما لا يقلّ عن 635 اشتراكًا فرديًا مدرجًا تحت أقسام أو وحدات أو قواعد بأسماء رمزية، على غرار وحدتَي الاستخبارات الإسرائيليتين "مرام" و"8200".

وتتمتّع "مايكروسوفت" بعلاقة وثيقة بشكل خاص مع الجيش الإسرائيلي تمتد لعقود.

وارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" في مارس/ آذار الماضي، إلى نحو 200 مرة أعلى مما كان عليه قبل عملية "طوفان الاقصى"، التي أطلقتها كتائب القسّام في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

كما تضاعفت كمية البيانات المخزّنة على خوادم مايكروسوفت بين ذلك الوقت ويوليو/ تموز 2024 إلى أكثر من 13.6 بيتابايت، كما ارتفع استخدام جيش الاحتلال لبنوك "مايكروسوفت" الضخمة من خوادم الكمبيوتر بنسبة الثلثين تقريبًا في الشهرين الأولين من الحرب وحدهما.

واشترى جيش الاحتلال نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدّمة من "أوبن إبه آي" من خلال منصّة "Azure" السحابية من "مايكروسوفت".

ويستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي "Microsoft Azure" لتجميع المعلومات التي تم جمعها من خلال المراقبة الجماعية، والتي يقوم بنسخها وترجمتها، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والنصوص والرسائل الصوتية. ويمكن بعد ذلك التحقق من هذه البيانات مع أنظمة الاستهداف الداخلية في إسرائيل والعكس صحيح.

وكانت شركة "OpenAI" اعترفت بأن نموذجها الشهير للترجمة "Whisper" المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يمكنه النسخ والترجمة إلى لغات متعددة بما في ذلك اللغة العربية، يمكن أن يُشكّل نصًا لم يقله أحد، بما في ذلك إضافة التعليقات العنصرية والخطابة العنيفة.

شراكات أخرى

وتُوفّر "غوغل" و"أمازون" خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي بموجب "مشروع نيمبوس".

و"مشروع نيمبوس" هو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار وُقع عام 2021، عندما اختبرت إسرائيل لأول مرة أنظمة الاستهداف الداخلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي خوادم "Cisco" و"Dell" أو مراكز البيانات.

كما قدّمت شركة "Red Hat"، وهي شركة تابعة لشركة "IBM"، تقنيات الحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي، في حين أنّ شركة "Palantir Technologies"، شريك "Microsoft" في عقود الدفاع الأميركية، لديها "شراكة إستراتيجية" تُوفّر أنظمة الذكاء الاصطناعي لمساعدة جهود الحرب الإسرائيلية.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات