سيكون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في التنمية الاقتصادية على المدى البعيد.
ونشرت شركة "غوغل" الأميركية تقريرًا يحمل عنوان "مستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"؛ كشف أن بلدان الإمارات والسعودية وقطر والكويت ومصر سيكون لها مستقبل واعد في الذكاء الاصطناعيّ على مدار العقد المقبل.
ومن المتوقَّع أن يُضيف الذكاء الاصطناعي (AI) ما قيمته 320 مليار دولار إلى النمو الاقتصاديّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير "غوغل".
وسيتشكّل ما ذُكر من خلال مجموعة من التطبيقات، مثل التعلّم العميق للتداول الخوارزمي، وتحليل الاحتيال والاستثمار، بالإضافة إلى إدارة المحافظ الذكية وتوصيف العملاء.
وبحسب التقرير، فإنّ دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طوّرت إستراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي لخلق بيئة أعمال مواتية، لكنّها بحاجة إلى المزيد من السياسات الرقميّة، على سبيل المثال، في مجال إدارة البيانات، فضلًا عن الثقة والأمان.
إستراتيجية الحكومات
وفي هذا الإطار، يرى محمد حسن منصور الباحث في الاقتصاد السياسي، أنّ الدول المتقدمة هي التي تربح في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والقطاع الصناعي وقطاع الكومبيوتر والقطاع الصحي.
ويلفت في حديث إلى "العربي" من إيطاليا، إلى أنّ الصين صاحبة أكبر اقتصاد ذكاء اصطناعي حققت أرباحا تصل إلى 600 مليار دولار من هذا القطاع، "وأكثر من 50 مليارا يعتمد على السيارات والخدمات اللوجستية و115 مليارا من قطاع الصناعات وآخرها من الخدمات الصحية الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي".
ويوضح منصور، أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتيح للإنسان التنبؤ وجمع البيانات ورصد التوقعات والاستفادة في النهاية من الطاقة المتجددة، حيث يوسع ذلك الذكاء الاصطناعي.
ورغم أنه يقول إن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الكثير من الوظائف إلا أنه يؤكد في المقابل أن وظائف أخرى ستظهر بحكم المدخلات إلى الذكاء الاصطناعي.
ويوضح منصور أنّ ذلك يحفز المؤسسات على التدريب ورفع المهارات والتحضير للزمن الذي سيأتي، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
ويرى الباحث الاقتصادي أنّ "دول العالم العربي تختلف في التقدم في مسألة الذكاء الاصطناعي، بينما هناك دول أخرى متراجعة جدًا وتأتي في آخر القائمة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي".
ويشير إلى أنّ السعودية هي الأولى عربيًا والـ24 عالميًا في القائمة الدولية للذكاء الاصطناعي. ويخلص إلى أنّ الاستعداد لمرحلة الذكاء الاصطناعي "تعتمد على مجهود الحكومات ومعرفة أهميته، لا سيّما أن هناك نحو 30% من فئة الشباب في العالم العربي يمكن تجهيزهم لقيادة المنطقة نحو الذكاء الاصطناعي".