ماذا لو ترك الأساتذة أماكنهم ليحل الذكاء الاصطناعي محلهم، وأصبح المعلم الذي نعرفه مجرد دليل يساعد التلاميذ على التعامل مع "المعلم الجديد"، الذكاء الاصطناعي؟.
هذه ليست تقليعة من المستقبل، ولا مشهدًا من الخيال العلمي، بل واقع تعيشه مدرسة ألفا في تكساس، حيث تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي لتقديم التعليم الأساسي من رياض الأطفال حتى الصف الثامن.
ويتحدث أحد تلاميذ هذه المدرسة عن التعلم لساعتين فقط في اليوم، وحتى هاتان الساعتان يتم تقسيمهما باستخدام طريقة بومودورو في التعليم، وهي تقنية تهدف إلى تحسين التركيز والإنتاجية من خلال تقسيم العمل إلى جلسات زمنية قصيرة، وعادة تصل مدتها إلى خمس وعشرين دقيقة.
ووفقًا لموقع المدرسة الرسمي، فإن الطلاب في هذه المدارس (المتطورة) يتعلمون أسرع من الطلاب في المدارس التقليدية ويصنفون ضمن أعلى واحد أو اثنين بالمئة من الطلاب على مستوى البلاد في النتائج الأكاديمية.
هذا ما يحدث في مدرسة ألفا في تكساس التي تعتمد الذكاء الاصطناعي في التعليم وتقلص ساعات الدوام من ست ساعات إلى ساعتين، أمّا التلاميذ فيقضون بقية اليوم في تطوير مهارات حياتية مثل الخطابة أو تعلم ركوب الدراجة وغيرها.
"مرشدون لا معلمين"
ولا يوجد في المدرسة معلمون تقليديون بل مرشدون يركزون على الدعم العاطفي والتحفيز، ولكن الرسوم تتراوح من عشرة آلاف في أقل الحالات إلى خمسة وستين ألف دولار في مدينة مثل نيويورك، وهذه الرسوم تعتبر مرتفعة مقارنة بمتوسط الرسوم في المدارس الخاصة الأميركية.
وانقسمت وتنوعت آراء الخبراء بشأن هذا النوع من التعلم في المدرسة التي بدأت في تكساس عام 2022.
ولكن اتحاد المعلمين الأميركي يقر بإمكانات الذكاء الاصطناعي إذا تم إدماجه بشكل مدروس، مؤكدين الدور الحاسم للمعلمين البشريين في تعزيز التعلم العميق، إذ لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأخذ دور الأستاذ والمعلم.
ويضيف المختصون أن التعلم الحقيقي لا يحدث إلا عندما يتعاون المعلمون والطلاب في جو من الثقة المتبادلة.
"الشعور بالملل"
ولكن هذه الطريقة التي تتبعها مدرسة ألفا أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وتساؤلات عن نجاعة التعلم من الذكاء الاصطناعي وهل يمكن أن يأخذ الذكاء الاصطناعي مكان الأستاذ؟.
ماكنزي برايس مؤسسة مدرسة ألفا التي بدأت بالفكرة لأن بناتها شعرن بالملل في المدرسة التقليدية تقول: "النموذج التقليدي للتعليم مع تواجد المعلم في الفصل لم يعد فعالًا، بينما يتيح الذكاء الاصطناعي تقديم دروس متخصصة لكل طالب على حدة، مما يساعد الطلاب على إتقان المواد الدراسية بسرعة أكبر، ثم القيام بكل الأشياء والمهارات الحياتية الممتعة في فترة ما بعد الظهر".
ويقول أمور: "إذا خضعوا لنفس الاختبارات الموحدة مثل المدارس العامة وسجلوا درجات أعلى ، فمن الصعب الجدال مع النتائج. إذا لم يكن الأمر كذلك ، فالموضوع ليس قابلا للبحث أصلًا".
من جهته، يرى رولو أن دور المدرسة ليس تعليميًا فقط، بل هو مراقبة الأطفال ويقول: "المدرسة مجرد برنامج لمجالسة الأطفال ومراقبتهم.. من سواها سيشرف على الأطفال؟".
أمّا راميش المتحمس لهذه التجربة فيقول: "مدرسة ألفا في تكساس تسحق النظام التقليدي القديم، التعليم لمدة ساعتين فقط دون واجبات منزلية ولا ضغوط، وفترة ما بعد الظهيرة لبناء المشاريع ومطاردة الشغف".