شهدت أفغانستان في الثالث من الشهر الجاري، زلزالًا جديدًا أودى بحياة 25 شخصًا وأصاب أكثر من 300 آخرين في المناطق الشمالية، في مشهد يُعيد للأذهان سلسلة الكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد بين الحين والآخر.
وضربت الهزّات الأرضية ولايات سمنغان وبلخ وكندز، حيث سُجلت أكبر الخسائر البشرية والمادية في ولاية بلخ، بعد أن انهارت عشرات المنازل وتضررت البنى التحتية بشكل كبير.
وتُعد أفغانستان من أكثر دول آسيا عرضة للزلازل؛ حيث يرتبط ذلك بطبيعتها الجيولوجية المعقّدة، إذ تقع البلاد عند التقاء الصفائح التكتونية الآسيوية والهندية، وهي منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا بسبب تصادم الصفائح الأرضية الذي لا يغيّر شكل الجبال فحسب، بل يجعل باطن الأرض في حركة دائمة تولّد الهزات الأرضية.
الزلازل في أفغانستان
وعبر التاريخ الحديث، شهدت أفغانستان بعضًا من أسوأ الزلازل في العالم؛ ففي عام 1998 تعرّضت البلاد لزلزالين مدمّرين خلال ثلاثة أشهر فقط، إذ أودى الأول بحياة نحو 2300 شخص، فيما أسفر الثاني عن مقتل أكثر من 4700 وتدمير قرى بأكملها شمالي البلاد.
وفي يونيو/ حزيران 2022، ضرب زلزال عنيف ولاية باكتيكا مخلّفًا أكثر من ألف قتيل وتشريد الآلاف، في واحدة من أعنف الكوارث التي شهدتها أفغانستان منذ عقدين.
الزلزال الأخير أسفر عن عشرات الضحايا والإصابات.. لماذا تعد #أفغانستان من أكثر دول آسيا عرضة للزلازل والكوارث الطبيعية؟ pic.twitter.com/Ks0mbYCWLe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2025
أما في سبتمبر/ أيلول 2025، فقد ضربت هزّات قوية ولايتَي كنر وننجرهار شرقي البلاد، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة أكثر من 3000 آخرين، إضافة إلى دمار واسع في القرى والمناطق الجبلية النائية التي عجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إليها في الساعات الأولى.
والزلزال الأخير، وإن كان أقل دمارًا من الكوارث التي سبقته، فإنه يُذكّر بواقع جغرافي قاسٍ تعيشه البلاد، حيث يمكن أن تتحوّل لحظات الليل الهادئ إلى ثوانٍ من الرعب والدمار، بينما تبقى الحاجة إلى خطط طوارئ واستجابة سريعة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.