الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

السباق الصيني إلى القمر.. إنزال روّاد الفضاء قبل 2030 وتوسيع المحطة

السباق الصيني إلى القمر.. إنزال روّاد الفضاء قبل 2030 وتوسيع المحطة

Changed

تقرير أرشيفي عن إطلاق الصين أول رحلة فضائية مأهولة إلى محطتها الفضائية قيد الإنشاء (الصورة: اسوشييتد برس)
أعاد التنافس بين واشنطن وبكين على القمر إلى الذاكرة سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين

أعلن مسؤولون في وكالة الفضاء الصينية، اليوم الإثنين، أن بكين تخطّط لوضع روّاد فضاء على سطح القمر قبل عام 2030، وتوسيع محطة الفضاء المدارية في البلاد.

وقدّمت الوكالة 3 روّاد فضاء سيتوجّهون إلى محطة الفضاء الصينية، في عملية إطلاق مقرّرة صباح الثلاثاء، ليحلّوا محل الطاقم الموجود في المحطة المدارية لمدة ستة أشهر.

ويأتي الإعلان وسط منافسة مع الولايات المتحدة للوصول إلى معالم جديدة في الفضاء الخارجي، مما يعكس تنافسهما على التأثير على الأحداث العالمية.

وتهدف الولايات المتحدة إلى إعادة روّاد الفضاء إلى سطح القمر بحلول نهاية عام 2025، كجزء من التزام متجدد بالبعثات المأهولة، بمساعدة من شركات القطاع الخاص مثل "سبايس أكس" (SpaceX) و"بلو أوريجن" ( Blue Origin).

وأعاد هذا التنافس إلى الذاكرة سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، على الرغم من أن الإنفاق الأميركي وسلاسل التوريد والقدرات تمنح واشنطن ميزة كبيرة على الصين، على الأقل في الوقت الحاضر.

"مرحلة جديدة من التطبيق والتطوير"

وقال نائب مدير وكالة الفضاء المأهولة الصينية لين شي تشيانغ، في مؤتمر صحفي نادر من قبل البرنامج الذي يديره الجيش، إنّ الصين تستعدّ أولًا "لإقامة قصيرة على سطح القمر والاستكشاف المشترك بين الإنسان والروبوت".

وأضاف تشيانغ أنّ بكين تملك "محطة فضائية بشرية كاملة قريبة من الأرض، ونظام نقل بشري ذهابًا وإيابًا"، تُكمله عملية لاختيار روّاد فضاء جدد وتدريبهم ودعمهم.

واكتملت محطة تيانغونغ الفضائية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال إنّ الجدول الزمني لبعثتين مأهولتين في السنة "كافٍ لتنفيذ أهدافنا"، مضيفًا أنّه سيتمّ إطلاق وحدة رابعة "في الوقت المناسب لتعزيز الدعم للتجارب العلمية وتزويد الطاقم بظروف عمل ومعيشة محسّنة".

وسيتمّ إطلاق مركبة "شنتشو 16" لفترة وجيزة مع روّاد الفضاء الثلاثة الذين عاشوا في المحطة خلال الأشهر الستة الماضية، لإجراء التجارب وتجميع المعدات داخل وخارج المركبة.

ويضمّ طاقم روّاد الفضاء الجديد مدنيًا لأول مرة، بعد أن كان جميع أفراد الطاقم السابقين من جيش "التحرير الشعبي"، الجناح العسكري للحزب الشيوعي الحاكم في البلاد.

وسينضمّ غوي هاي تشاو، الأستاذ في أكبر معهد لأبحاث الفضاء في بكين، إلى قائد المهمة جينغ هاي بينغ، ومهندس المركبات الفضائية تشو يانغتشو كخبير حمولة.

وقال جينغ إنّ المهمة تمثّل "مرحلة جديدة من التطبيق والتطوير" في برنامج الفضاء الصيني، مضيفًا أنّ وكالة الفضاء الصينية "تُؤمن بأنّ ربيع علوم الفضاء الصينية قد وصل، ولدينا التصميم والثقة والقدرة على إكمال المهمة بحزم".

وعام 2003، أصبحت الصين ثالث دولة بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تقوم بمهمة فضائية مأهولة.

وقامت الصين ببناء محطة فضائية خاصة بها بعد استبعادها من محطة الفضاء الدولية، نتيجة اعتراض الولايات المتحدة على العلاقة الوثيقة بين برامج الفضاء الصينية مع جيش التحرير الشعبي.

مجال جديد للتنافس 

وأضحى الفضاء بشكل متزايد مجالًا جديدًا للمنافسة بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم ومنافسين على النفوذ الدبلوماسي والعسكري.

وسيستهدف روّاد الفضاء الذين ترسلهم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى القمر بحلول نهاية عام 2025، القطب الجنوبي حيث يُعتقد أن الحُفر المظلّلة بشكل دائم مليئة بالمياه المتجمّدة.

كما يدرس البلدان خططًا لإنشاء قواعد مأهولة دائمة على سطح القمر، مما يُثير تساؤلات حول الحقوق والمصالح على سطح القمر.

ويُقيّد القانون الأميركي التعاون بين برامج الفضاء في البلدين. وبينما تقول الصين إنّها تُرحّب بالتعاون الأجنبي، يقتصر التعاون حتى الآن على البحث العلمي.

وقال مدير التكنولوجيا في وكالة رحلات الفضاء الصينية المأهولة لي ينغليانغ، إنّ الصين تأمل في مزيد من التعاون الدولي، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، مضيفًا أنّ موقف الصين الثابت "هو أنه طالما أن الهدف هو استخدام الفضاء للأغراض السلمية، فإننا على استعداد للتعاون والتواصل مع أي دولة أو منظمة فضائية".

وأبدى أسفه لأن الكونغرس الأميركي يحظر التعاون في مجال الفضاء بين الولايات المتحدة والصين.

بالإضافة إلى البعثات القمرية، هبطت مركبات جوّالة أميركية وصينية على سطح المريخ، وتُخطّط بكين لاتباع الولايات المتحدة في هبوط مركبة فضائية على كويكب.

وبين عامي 1969 و1972، أرسلت الولايات المتحدة ست بعثات مأهولة إلى القمر، تضمّنت ثلاث منها استخدام مركبة قمرية يمكن قيادتها، تقول الصين إنها تطوّرها الآن بمناقصات في القطاع الخاص.

وفي حين أن واشنطن تدير حاليًا المزيد من موانئ الفضاء، ولديها شبكة من الشركاء الدوليين والتجاريين أوسع بكثير من الصين، استمر برنامج الفضاء الصيني بطريقة ثابتة وحذرة تعكس الزيادة الهائلة في القوة الاقتصادية والنفوذ العالمي لبكين منذ ثمانينيات القرن العشرين.

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close