قال وزير الخارجية السعوي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الأربعاء إن إصرار جماعة حزب الله اللبنانية على فرض هيمنتها سبب رئيسي للأزمة التي يواجهها لبنان، وذلك وفقا لما جاء في بيان لوزارة الخارجية ونقلته وسائل إعلام سعودية.
وأضاف الوزير: "إن الرياض قلقة من عدم إظهار أي نتائج ملموسة في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت الذي دمر مناطق شاسعة من العاصمة اللبنانية قبل عام". واعتبر أن "أي مساعدة للبنان ستكون مرهونة بإجراء إصلاحات جادة هناك".
وتعهّدت الدول المشاركة في مؤتمر الدعم الدولي، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة عبر الإنترنت الأربعاء، بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، داعية الى تشكيل حكومة تنكب على "إنقاذ" البلاد من مأزقها الراهن.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن أربعين دولة ومنظمة دولية، وخُصص لتقديم مساعدات إنسانية للبنان، هو الثالث منذ انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من أغسطس/آب 2020، الذي نتج عن تخزين كميات من مادة نيترات الأمونيوم من دون اجراءات وقائية، وتسبّب بمقتل 214 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وخلّف الانفجار أضرارًا هائلة في المرفأ ومحيطه وعدد من أحياء العاصمة.
وتخطت قيمة المساعدات التي تعهد المؤتمرون بتقديمها الأربعاء والبالغة 370 مليون دولار قيمة الاحتياجات التي كانت الأمم المتحدة قد حددتها بـ 350 مليون دولار، في مجالات المواد الغذائية والصحة والتعليم وتنقية المياه، في وقت تتراجع فيه قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الأساسية.
EN DIRECT | Introduction du Président @EmmanuelMacron à l’occasion de la 3ème Conférence internationale de soutien à la population du Liban. https://t.co/uK5HwcQ9h9
— Élysée (@Elysee) August 4, 2021
وكرر المشاركون في المؤتمر دعوة القادة اللبنانيين الى تشكيل حكومة، تنكبّ على اجراء اصلاحات بنيوية، يشترطها المجتمع الدولي منذ عام مقابل تقديم دعم مادي، لوضع حدّ لانهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال المؤتمر على أنّه "لن تكون أي مساعدة خارجية كافية إذا لم يلتزم قادة لبنان بإنجاز العمل الصعب إنما الضروري القاضي بإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد"، مضيفا "هذا أساسي، يجب البدء الآن".
كما ندّد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ترأس الاجتماع، في كلمة عبر تقنية الفيديو من المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين في جنوب فرنسا، بما وصفه بـ"اختلالات غير مبررة" في أداء الطبقة السياسية.
La France est bienveillante à l’égard du peuple libanais dans ces moments tragiques. Elle est aussi exigeante. Avec la communauté internationale, nous avons pris nos responsabilités. C'est au tour des dirigeants libanais de prendre les leurs. L'intérêt des Libanais doit primer.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 4, 2021
وكان انفجار المرفأ قد دفع بحكومة حسان دياب الى الاستقالة بعد أيام منه. ولم تتمكن القوى السياسية منذ عام من تشكيل حكومة. وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون في 26 تموز/يوليو رئيس الحكومة الأسبق، رجل الأعمال نجيب ميقاتي، تشكيل حكومة، ليكون بذلك ثالث شخصية توكل اليها هذه المهمة الصعبة، من دون أن يُحرز تقدماً بعد.