الأربعاء 9 تموز / يوليو 2025
Close

السفينة مادلين تفضح إسرائيل.. هل تكون بداية لكسر حاجز الصمت الدولي؟

السفينة مادلين تفضح إسرائيل.. هل تكون بداية لكسر حاجز الصمت الدولي؟

شارك القصة

قوبل اعتراض إسرائيل السفينة مادلين بتنديد دولي واسع
قوبل اعتراض إسرائيل السفينة مادلين بتنديد دولي واسع - غيتي
الخط
زعمت الحكومة الإسرائيلية أن السيطرة على السفينة مادلين تمت بسلاسة، وأشارت إلى أن المحتجزين ممن كانوا على متنها سيعودون إلى بلدانهم خلال وقت قصير.

انتهت رحلة سفينة أسطول الحرية "مادلين" إلى قطاع غزة، قبل أن تتمكن من بلوغ وجهتها النهائية، وذلك عقب اعتراض الجيش الإسرائيلي لها على بُعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واقتيادها إلى ميناء أسدود فضلًا عن اعتقال الناشطين الذين كانوا على متنها.

وزعمت الحكومة الإسرائيلية أن السيطرة على السفينة "مادلين" تمت بسلاسة، مشيرة إلى أن المحتجزين ممن كانوا على متنها سيعودون إلى بلدانهم خلال وقت قصير.

أسطول الحرية "مادلين"

وحملت الرحلة التي أبحرت من إيطاليا مطلع يونيو/ حزيران الجاري، على متنها وجوهًا بارزة في العمل الإنساني والنضال العالمي، وقد شاركوا في هذه المغامرة الرمزية لكسر الحصار المفروض على غزة وتنبيه العالم إلى جرائم الاحتلال.

ولم تكن محاولة السفينة "مادلين" كسر الحصار عن قطاع غزة الأولى، حيث تعد هذه السفينة الـ36 التي تحاول الإبحار إلى القطاع منذ عام 2007، لكن إسرائيل كانت دومًا بالمرصاد في انتهاك مستمر لكافة القوانين الدولية والإنسانية.

وقوبل اعتراض إسرائيل للسفينة بتنديد دولي واسع، وقد جاءت أشد الاحتجاجات من إسبانيا التي دعت إلى رد أوروبي قوي وموحد على إسرائيل، حيث استدعت خارجيتها القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد.

إسرائيل اعترضت سفينة مادلين وحولت وجهتها إلى ميناء أسدود - غيتي
إسرائيل اعترضت سفينة مادلين وحولت وجهتها إلى ميناء أسدود - غيتي

كما طالبت فرنسا تل أبيب بالحماية القنصلية لمواطنيها الموقوفين، في حين أكدت الخارجية التركية أن إسرائيل تتصرف "كدولة إرهابية"، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن الهجوم الإسرائيلي على السفينة انتهاك للقانون الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر تحالف أسطول الحرية، التصرف الإسرائيلي اختطافًا، في وقت دعت فيه اللجنة الدولية لكسر الحصار  إلى تحويل الحادثة إلى شرارة تضامن عالمي.

"رسائل إسرائيلية"

وفي هذا الإطار، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن إسرائيل عمدت ضمن حرب الإبادة على غزة إلى تحويل مسألة التجويع إلى سياسة متبعة من خلال صد كل محاولات تزويد القطاع بالمساعدات.

ويعتبر شلحت في حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا أن حادثة السفينة مادلين واحتجازها يثبت أن سياسة التجويع المتبعة قد وصلت إلى ذروتها، مشيرًا إلى أن هذه السياسة ليست جديدة بل تتجدد على خلفية الحرب على غزة.

ويوضح أن ما حدث مع السفينة مادلين يمكن أن يغير مجرى الأمور، لكنه يلفت إلى أن "إسرائيل تتجه إلى ما يريده نتنياهو والمتحالفين معه من اليمين المتطرف، لا سيما عبر الاستمرار في السيطرة على المزيد من الأراضي".

ويشدد على أن المبالغة الإسرائيلية في التعامل مع مسألة السفينة مادلين والسفن الصغيرة هي بمثابة "رسالة أمنية عسكرية"، حيث تخشى إسرائيل من تحولها إلى نموذج تتبعه سفن أخرى.

ويرى أن ما قامت به إسرائيل تجاه السفينة يأتي في ظل محاولات أوروبية للتحرك لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يرد بصرامة على التصرف الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، يرى شلحت أن ردة الفعل الأوروبية لا تزال في أدنى مستوياتها ولا يمكن أن تؤثر على صانع القرار الإسرائيلي.

ويقول في حديثه إلى التلفزيون العربي، إنّ هناك تحليلات إسرائيلية تشير إلى تغييرات في ردة الفعل الصادرة عن إسبانيا وبريطانيا وفرنسا، مضيفًا أن هذه المواقف قد لا تؤثر على صانع القرار الإسرائيلي، "ومع ذلك ربما مع ما حدث مع السفينة فإنه يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر".

وذهب شلحت للقول: "الموقف الأوروبي جيد من ناحية وجود نواب في البرلمان الأوروبي تقف ضد حرب الإبادة وتطالب بتقديم المساعدات لغزة، ولكن موقف الأكثرية في الاتحاد ما يزال متواطئًا مع هذه الحرب إضافة إلى مستقبل الموقف الأميركي، وخاصة أنه قبل فترة وجيزة اعترضت واشنطن على قرار وقف الحرب على غزة داخل مجلس الأمن".

واستدرك شلحت: "الصوت الموحد في الاتحاد الأوروبي مهم، ويمكن اتباع وسائل منها حظر الأسلحة عن إسرائيل، ولا سيما أن أوروبا تعد من البلدان التي تصدر أسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة".

"لا موقف أوروبي موحد"

بدورها، ترى آنا ميرندا باز، نائبة في البرلمان الأوروبي، أن "طاقم السفينة أراد إرسال رسالة إنسانية لمن يمنعون وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وتضيف باز في حديث إلى التلفزيون العربي من بروكسل، أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التعبير عن مواقف موحدة تجاه المساعدات، لأن هناك مجموعات متواطئة مع إسرائيل ومع حرب الإبادة"، مؤكدة "هنا تكمن المشكلة".

ونوهت باز إلى "وجود خجل من التعبير عن حرب الإبادة في غزة، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض مساعدات إلى فلسطين".

إسرائيل تنتهك القانون الدولي باعتراضها السفينة مادلين - غيتي
إسرائيل تنتهك القانون الدولي باعتراضها السفينة مادلين - غيتي

وتشدد على أن معاقبة الاتحاد الأوروبي لإسرائيل "ليس كافيًا" بعد كل الإبادة المريعة في غزة، مؤكدة أن "مع هذه السفينة نرى أنه كان هناك أعضاء من الاتحاد الأوروبي ومؤثرون عالميون يسعون لمثل هذه الرمزية، بالمقابل فإن رسالة الجيش الإسرائيلي ليست سلمية ولا تريد إيجاد حل لمسألة المساعدات".

وتشير باز إلى أن "الحراك الأوروبي لم يصل إلى مستوى تخشاه إسرائيل، وهذا يتطلب وقف الاتفاق التجاري مع إسرائيل بطريقة جديدة؛ بسبب وجود إبادة في غزة، وكذلك حظر الأسلحة لإسرائيل".

"رفض إسرائيل لكسر الحصار"

من جانبه، يعتبر فرانك رومانو، أستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون وعضو أسطول الحرية، أن "ردة فعل إسرائيل العدوانية على السفينة هي انتهاك للقانون الدولي، لا سيما أن محكمة العدل الدولية حدّدت أن كافة الدول يمكنها مساعدة غزة في ظل الحصار عليها".

ويضيف رومانو في حديث إلى التلفزيون العربي من صقلية، أن "اعتراض السفينة في المياه الدولية يظهر رفض إسرائيل لكسر الحصار وفتح المعابر لإدخال سفن أخرى للقطاع".

وراح يقول: "نحن نتجه إلى غزة من صقلية عبر معبر رفح خلال أسبوعين والتحرك مجددًا تحت اسم سفينة حنظلة وعلى متنها نشطاء، لكن مع ذلك هناك عقبات حقيقية أمام عبور هذه السفينة في البر، وهذا يتطلب فتح معبر رفح والضغط على إسرائيل بموجب قرار محكمة العدل الدولية".

وختم  رومانو بالقول: "كافة الناشطين يعلمون أنه لا يمكن الحصول على موافقة من الاتحاد الأوروبي لهذا سيستمر الضغط من النشطاء لكسر الحصار على غزة وفتح المعابر أمام المعابر".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة