أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، أمس الأربعاء، بأنّ المنظمة الأممية تخطط لنشر موظفيها في مناطق مختلفة من السودان في مقدمتها الخرطوم، التي تُعَدّ من أكثر المناطق التي تتطلّب مساعدات، وفي أجزاء أخرى من البلاد، حالما تسمح الظروف.
كما أعرب غريفيث الذي وصل السودان في زيارة غير محددة المدة بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن رغبته بالاجتماع مع طرفي الصراع في السودان في غضون يومين أو ثلاثة أيام، للحصول على ضمانات علنية منهما بخصوص توفير ممر آمن لإيصال المساعدات الإنسانية.
وصرّح منسق الإغاثة في حالات الطوارئ لوكالة "رويترز"، أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر، كاشفًا أنه تحدث هاتفيًا إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ليخبرهما أن هناك حاجة إلى ممرات مساعدات وعمليات نقل جوي محددة.
ملايين بحاجة لمساعدات
يأتي ذلك بعدما حذًّرت الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، قد يتسبب في كارثة إنسانية يمكن أن تمتد إلى دول أخرى.
وكان حوالي ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى مساعدات إنسانية قبل بدء الصراع الحالي، ليؤدي القتال إلى نزوح مئات الآلاف داخليًا، معظمهم من دارفور في غرب السودان، وفرار أكثر من 100 ألف عبر حدود السودان.
وفي الخرطوم، لا يزال الملايين يحاولون الاحتماء من حرب مفتوحة بين جيش يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية.
مأساة غير مسبوقة
في هذا الإطار، يشدد عبد الرحمن حمد السكرتير العام لرابطة الأطباء السودانيين في قطر على أن النظام الصحي في السودان ما قبل الحرب كان يعاني من تحديات بالغة في البنية التحتية وضعف الموارد.
ويضيف في حديث مع "العربي": "تأتي الحرب الآن لتخلف مئات الضحايا.. في وقت عدد كبير من المرافق العلاجية إن كان في الخرطوم والولايات محلّ الاشتباك خارج الخدمة.. وهو أمر مقلق جدًا نظرًا للكثافة السكانية العالية في هذه المناطق".
فمعظم المستشفيات خارج الخدمة والعديد من المناطق تُركت بدون كهرباء ومياه، مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود ما يضع البلاد على شفا كارثة إنسانية وصحية حقيقية وفق حمد.