دانت الولايات المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، "بأشد العبارات" تصعيد قوات الدعم السريع هجماتها في غرب السودان، مندّدة باستهداف مخيمي نازحين ومواطنين، فيما دعت مجموعة الدول السبع إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في الحرب المندلعة منذ 2023.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس في مؤتمر صحافي أن قوات الدعم السريع "تصعّد هجماتها" على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وعلى مخيّمين قريبين يؤويان نازحين.
وأعربت بروس عن "قلق عميق إزاء تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع استهدفت عمدًا مدنيين وجهات فاعلة إنسانية في زمزم وأبو شوك"، في إشارة إلى مخيمي إيواء النازحين. وقالت إن هجمات قوات الدعم السريع أوقعت عشرة قتلى في صفوف عمال هيئة إغاثة تموّلها الولايات المتحدة.
حرب ومجاعة
والثلاثاء دخلت الحرب المندلعة في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، عامها الثالث. واشتدت المعارك في إقليم دارفور غربي السودان بعد إعلان الجيش استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.
وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، عاصمة الولاية الوحيدة في دارفور التي لا تزال خارج سيطرتها.
والأحد أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم زمزم حيث يواجه أكثر من 500 ألف نازح مجاعة، في هجوم يقول مسؤولون أمميون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص.
و طالب 15 بلدًا والاتحادان الأوروبي والإفريقي بـ"وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في السودان، وذلك خلال مؤتمر في لندن حشد تعهّدات بمساعدات إضافية تتخطى 800 مليون يورو للدولة الغارقة في أزمة إنسانية كارثية.
وقالت بروس: "يجب على المتحاربين الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن يحاسَبوا". وتابعت: "لقد حان الوقت للطرفين المتحاربين أن يلقيا أسلحتهما ويتفاوضا على سلام دائم يتيح إقامة حوار واسع النطاق وتشاركي لكي يتمكن الشعب السوداني من تقرير مستقبله بطريقة سلمية وموحدة".
الدول السبع
من جهتها، دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أمس إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في السودان، وقالت في بيان مشترك: "ندعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ونحضّ القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط بشكل هادف في مفاوضات جادّة وبنّاءة".
وأضاف البيان الصادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة) بالإضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتّحاد الأوروبي: "ندين بشدّة استمرار الصراع والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، في الوقت الذي يُحيي فيه العالم ذكرى مرور عامين على بدء الحرب المدمّرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
وتابعت المجموعة في بيانها: "ينبغي على جميع الجهات الخارجية الفاعلة وقف أيّ دعم من شأنه أن يزيد من تأجيج الصراع".
أكبر أزمة إنسانية
وأعرب وزراء الخارجية في بيانهم عن قلقهم إزاء "أكبر أزمة إنسانية في العالم" وضحاياها، وبخاصة النساء والأطفال، وما يتعرّضون له من نزوح وعنف وانتهاكات بما فيها العنف الجنسي والعرقي.
كما دانت مجموعة السبع الهجمات على مخيمات النازحين والعاملين الإنسانيين، وطالبت بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وضمان سلامة العاملين في هذا المجال.
وأكد الوزراء في بيانهم رفضهم "استخدام التجويع سلاح حرب"، وجدّدوا تمسّكهم بـ"سيادة السودان ووحدة أراضيه" وتعهّدوا مواصلة الجهود الدبلوماسية لحلّ الأزمة.
وخلّفت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/ نيسان 2023 عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص في البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، متسبّبة بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، وفق الأمم المتحدة.