في الوقت الذي تتنافس فيه مختلف دول العالم على إدخال وسائل التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات زعمت قيام السويد بإلغاء كلّ وسائل التكنولوجيا والشاشات الذكية في مدارسها وبأنها أمرت بالعودة إلى الأوراق والأقلام والأساليب التقليديّة في التعليم.
وأضافت المنشورات أنّ السويد "أقرّت بأنّ تكنولوجيا التعليم تجربة فاشلة".
وحظيت هذه المنشورات بآلاف المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات في الأشهر الماضية.
هل ألغت السويد استخدام الأدوات التكنولوجية في التعليم؟
وقد وجدت خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة "فرانس برس"، أنّ الخبر مُضلّل، وأنّ السويد أصدرت في فبراير/ شباط الماضي، تعديلات في المنهج الدراسي قبل المدرسيّ، نصّت على أن تكون الأدوات التعليمية للأطفال دون السنتين خالية من الأدوات التكنولوجية.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا ضمن مرحلة التعليم قبل المدرسيّ، فذكرت التعديلات أنّ استخدام الأدوات الرقمية سيكون محدودًا للغاية".
وبالتالي، لم يذكر القانون حظر الأدوات التكنولوجية بالكامل، مثلما زعمت المنشورات، باستثناء الأطفال دون السنتين فقط.
ماذا عن المراحل التعليمية الأخرى؟
وذكر صحافيو مكتب وكالة فرانس برس في ستوكهولم، أنّ وزارة التعليم حدّثت قانون التعليم في الأول من يوليو/ تموز 2024، لينصّ على وجوب أن تتوفّر مع الطلاب "الكتب المدرسيّة وأدوات التعليم الأخرى".
ووفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، فإنّ الهدف من هذا التوجيه هو ضمان أن لا يظنّ الطلاب "أن مجرّد تمكّنهم من استخدام الأدوات الرقميّة أو المعلومات على الإنترنت هو أمر كافٍ".
وتبيّن أنّ هذا التوجيه ينطبق على المستويات التعليميّة المدرسيّة وما قبل المدرسيّة كافة.
يُذكر أنّ نظام التعليم في السويد يُعتبر من الأفضل على مستوى العالم.
كما أنّ المدرسة ليست إلزاميّة قبل سنّ السادسة. وعلى غرار الدول الاسكندينافية الأخرى، يُمضي الأطفال في مرحلة التعليم ما قبل المدرسيّ أوقاتًا طويلة في الهواء الطلق، حيث يكتسبون معلومات ومهارات بطريقة ممتعة.
ويُعرب كثير من أهالي التلاميذ الصغار عن سعادتهم بهذه الطريقة في التعليم ما قبل المدرسيّ، وبأنّ أبناءهم يتعلّمون كيفية فهم الطبيعة والتعامل معها.