لفظت الحرب السورية أنفاسها الأخيرة مع هروب بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، مُعلنةً انتهاء حقبة نظام قمعي استخدم مع شعبه أشنع طرق القتل وأعنفها منذ اندلاع الثورة في شهر مارس/ آذار عام 2011.
أدت هذه الحرب إلى هروب قرابة ثلث الشعب السوري برًّا وبحرًا وجوًّا باتجاه مختلف الدول والقارات، عبر سلوك طرق الغابات، وركوب البحر، واجتياز الأسلاك الشائكة والأنهار، وغير ذلك من الصعاب، ليصل عدد اللاجئين إلى نحو 7 ملايين لاجئ، معظمهم في دول الجوار.
مخاطرة السوريين بحياتهم من أجل هروبهم خارج بلادهم رافقها إحجام واسع عن زيارة سوريا، سواء من قبل المواطنين المغتربين أو السياح الأجانب، رغم تجميد الحرب مؤقتًا بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في 6 مارس/ آذار عام 2020، واستمراره إلى 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، حيث توقفت المعارك بصورة شبه نهائية، بينما استمر القصف على مناطق معينة، ليقتصر عدد الزوار على فئات محددة وأعداد محدودة مقارنةً بما كان عليه الحال قبل عام 2011.
سوريا الأسد: الدخول باختيارك والخروج باختيارنا
تمتلك سوريا الكثير من مقوّمات السياحة، من طبيعة خضراء، وطقس معتدل، ومواقع أثرية وتراثية، وبقايا حضارات، ومزارات دينية، ومعيشة منخفضة، وشعب ودود، ومطبخ متنوع؛ وهذا ما يفسّر اختيار السيّاح لها قبل اندلاع الحرب وبعدها، وإن كان بنسب متفاوتة، رغم طبيعة الحكم الاستبدادي فيها، حيث زار سوريا في عام 2010 نحو 8.5 مليون سائح من العرب والأجانب والسوريين المغتربين، بينما زارها مليون و680 ألفًا من العرب والأجانب منذ بداية عام 2024 حتى 25 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، حسبما كشفه وزير السياحة محمد رامي مرتيني.
وإذا كان دخول السائح باختياره غالبًا، فإن خروجه كان باختيار وقرار المخابرات السورية والأجهزة الأمنية، حيث ضمّت السجون السورية طيفًا واسعًا من مختلف الجنسيات والقارات، فقد استخدم نظام الأسد سلاح الاعتقال والإخفاء القسري ضد شعبه والشعوب الأخرى، إذ وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال ما لا يقل عن 2887 شخصًا ممن يحملون الجنسيات العربية بينهم 19 طفلًا و28 سيدة، منهم 58 شخصًا يحملون الجنسية السعودية، منذ مارس/ آذار عام 2011 حتى مارس/ آذار عام 2023. ويتبع الإخفاء القسري عادةً قتل تحت التعذيب، ثم دفن في مقابر جماعية، فلم يخرج من هذه السجون إلا من هو ذو حظ عظيم.
5 أبواب جديدة مفتاحها التحرير
فجر الثامن من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، أُعلن عن انتصار الثورة السورية وانتهاء حقبة القمع والاستبداد، ليُطوى معها نحو نصف قرن من حكم الحزب الواحد، ولتُفتح مع تحرير البلد أبواب مغلقة.
طوال الأشهر الأربعة الماضية شهدت مطارات ومعابر ومنافذ سوريا عودة مئات آلاف اللاجئين، وزيارة آلاف المغتربين السوريين والسيّاح العرب والأجانب، رغم أن موسم السياحة لم يبدأ بعد، مع وجود تحديات تلت سقوط النظام متمثلة ببسط الأمن والاستقرار والقضاء على العصابات ومخلّفات الحرب.
فقد كشف مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن أعداد السوريين العائدين إلى بلادهم بصورة نهائية إضافة لأعداد السيّاح السوريين والعرب والأجانب، خلال الشهرين التاليين لسقوط نظام الأسد.
وجاء في تصريحاته للوكالة أن المنافذ الحدودية مع تركيا استقبلت 100 ألف و905 سوري عائد للاستقرار النهائي في بلدهم، منهم 49 ألفًا و485 عبر معبر باب الهوى، مشيرًا إلى أن إجمالي الداخلين إلى سوريا عبر هذا المعبر بلغ 60 ألفًا و583 سوريًّا، إضافةً لاستقبال المعبر عشرات الوفود الإغاثية والصحفية والدبلوماسية.
كما أكد دخول 339 ألفًا و18 مسافرًا من المواطنين السوريين والضيوف العرب والأجانب عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، منوّهًا إلى استقبال المعبر مئات الوفود الصحفية والدبلوماسية والإغاثية.
وأضاف علوش بأن 109 آلاف و837 من المواطنين السوريين والضيوف العرب والأجانب دخلوا سوريا عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، مؤكدًا استقبال المعبر عشرات الوفود الصحفية والدبلوماسية.
كذلك أشار إلى أن معبر البوكمال الحدودي مع العراق استقبل 5 آلاف و460 سوريًّا عائدًا إلى وطنه بصورة نهائية، إضافةً إلى عبور العشرات من المواطنين العراقيين واللبنانيين.
1- إنهاء طائفية الدولة
ترسَّخت الطائفية في أركان الدولة السورية منذ استلام حافظ الأسد للحكم في أوائل سبعينات القرن الماضي، عبر منح أبناء الطائفة العلوية الوظائف، وتقريبهم من دوائر صنع القرار، وتوليتهم المناصب العليا في أجهزة الجيش والأمن، وإعطائهم النفوذ الواسع والصلاحيات المتعددة، ثم استمرت في عهد وريثه بشار الأسد عند استلامه الحكم عام 2000.
انفجرت هذه الطائفية بصورة واضحة جليّة بعد اندلاع الثورة السورية في شهر مارس/ آذار عام 2011، لترتكب الميليشيات التابعة لقوات الأسد نحو 50 مجزرة على أساس طائفي، معظمها في محافظة حمص، مستخدمةً السكاكين وحراب البنادق والرصاص الحي، ليُقتل على إثرها أكثر من 3 آلاف مدنيٍّ، حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
الحالة الطائفية السائدة في سوريا، انعكست على طبيعة السيّاح القادمين إليها، لتنحصر بمجملها بعد عام 2011 على زوّار عراقيين ولبنانيين وإيرانيين من أبناء الطائفة الشيعية.
هذه الزيارات رافقها إهانات وإساءات لرموز الدولة الأموية، عبر إطلاق شعارات طائفية من داخل المسجد الأموي، والاعتداء على قبر منسوب للصحابي معاوية بن أبي سفيان، والصدح بهتافات تحريضية في مدينة دمشق، دون حساب أو تنبيه من قبل أجهزة الدولة السورية، لتسود هذه الحالة طوال السنوات الماضية.
وعلى الرغم من الفوضى التي سُجّلت بعد سقوط نظام الأسد، وحصول بعض الأحداث الدامية على أساس طائفي، ومنها مثلاً أحداث الساحل السوري، التي لم تنتهِ فصولاً بعد، ثمّة مؤشرات عدّة على أنّ القيادة السورية الجديدة تطمح لإنهاء طائفية الدولة.
وفي هذا السياق، يسجَّل فتح سوريا الجديدة أبوابها أمام الجميع، بما فيهم يهود سوريا، الذين منعهم نظام الأسد من زيارة بلدهم. كما استمرت الدولة السورية بالسماح للزوّار الشيعة في زيارتها وأولت اهتمامًا خاصًا بهم، عبر استقبال المسؤول الأمني لمنطقة السيدة زينب سيّاحًا عراقيين، وحماية المقام وإحباط محاولة تنظيم الدولة تنفيذ تفجير داخله.
كذلك فتحت البلاد أبوابها أمام حجاج إسبان لعبور الأراضي السورية على الخيول باتجاه مكة المكرمة، علمًا أنّ إنهاء طائفية الدولة السورية، إن ترسّخ على الأرض، يمثّل فرصةً لاستقبال السيّاح من جميع المعتقدات، خاصةً مع امتلاك سوريا مزارات دينية لمختلف الطوائف والأديان.
2- سياحة الدمار.. استغلال ما قبل الإعمار
ترتبط السياحة عادةً بالعمران والازدهار والنهضة، حيث يتجه السيّاح نحو الدول الأكثر راحةً وجمالًا واستقرارًا وتطورًا، ولكن برز مؤخرًا مصطلح سياحة الدمار أو سياحة الحروب، ويُقصد به أولئك الذين يبحثون عن المغامرة بعيدًا عن المألوف، فيزورون الدول المُنهكة والمدمّرة، لمشاهدة آثار الحرب عليها.
ورغم أن الدمار الواسع كان فرصةً أمام نظام الأسد لاستقطاب السيّاح، إلا أنَّه منع القادمين إلى سوريا من دخول مناطق مدمّرة وتصويرها، مع تعرّضهم لخطر الاعتقال والإخفاء القسري حال مخالفتهم أوامره، كما أنه لم يحرّك حجرًا واحدًا طوال السنوات الماضية من أنقاض الأحياء السكنية، مما صعّب إمكانية التجول داخلها، فيما تحدّ طبيعة النظام الأمني من قدرة السائح على التحرك بحرية، فيشعر دائمًا بأنه مُراقب، ويعود سبب تقييد النظام لهذا النوع من السياحة لكونه المسؤول الأول عن دمار المدن السورية، بعد إلقائه نحو 82 ألف برميل متفجر و تنفيذه قرابة 252 هجوماً بذخائر عنقودية، وشنّه 217 هجوماً كيميائياً، حسب توثيق الشبكة السورية.
بعد سقوط نظام الأسد، عملت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) على فتح الطرقات في المناطق المدمرة، كما أصبحت عدسات المؤثرين والمغامرين تلتقط مشاهد الدمار وتجوب داخل السجون وتتفقد المقابر الجماعية وتعاين الآليات العسكرية المعطوبة، وتشاهد آثار الحرب السورية، بكل سهولة وحرية.

3- سياحة السوريين.. لقاء بعد فراق
هاجر ملايين السوريين من بلادهم نحو مختلف الدول والقارات، قبل الحرب وبعدها، هربًا من واقعهم، وبحثًا عن حياة أفضل، وإن كان خروجهم باختيارهم فإن عودتهم ودخولهم البلاد باختيار المخابرات السورية والأجهزة الأمنية.
لم يكن المواطن السوري يجرؤ على زيارة بلده قبل إجرائه "فيشًا أمنيًّا" عبر دفعه مبلغًا معينًا لأحد عناصر نظام الأسد، ليتحقق له من أن اسمه ليس ضمن قائمة المطلوبين، فحينها يقرر إما السفر إلى سوريا أو دفع مبالغ عالية لإزالة اسمه أو شطب وطنه من حساباته إلى الأبد.
دخول المواطن السوري إلى قائمة المطلوبين لا يرتبط بارتكابه فعلًا خطيرًا أو جريمةً كبيرةً، وإنما قد يدخلها لمجرد إعداده تقريرًا إعلاميًّا أو كتابته منشورًا أو إلقائه نكتةً أو اجتماعه بلقاء عابر مع أحد المطلوبين، كما أنه قد يدخل القائمة خطأً بسبب تقرير كيدي أو تشابه أسماء وما إلى ذلك.
بلغ عدد المطلوبين لنظام الأسد أكثر من 8 ملايين شخص -أي نحو ثلث الشعب السوري- وذلك حسبما كشف خالد العبد الله، مدير المكتب الخاص لوزير الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية.
وهذا ما يفسّر عودة مئات آلاف السوريين إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد، وإن كان قسم منهم قد عاد نهائيًّا، فإن القسم الآخر قد سافر إليها سياحةً بسبب استقراره في البلد الذي يقيم فيه.

4- سياحة الحرية.. وقودها المؤثرون والإعلام
حكم الاستبداد سوريا نحو نصف قرن، لتصبح واحدةً من أشهر الديكتاتوريات في العالم، ولتنافس بذلك كوريا الشمالية، فانتشرت سياسة كم الأفواه وأصبح الإعلام أداة بيد النظام الحاكم. هذه الحالة استشرت بعد اندلاع الثورة السورية، حيث منع النظام وسائل الإعلام العربية والعالمية من نقل الأحداث وتقصي الحقيقة، لتصبح البلاد حكرًا على الإعلام الحكومي إلى جانب عدة وسائل متبنية لسردية نظام الأسد.
فقد احتلت سوريا المركز 179 في ذيل المؤشر العالمي لحرية الصحافة من أصل 180 دولة ومنطقة في العالم، وفق تقرير أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود منتصف عام 2024، علمًا أن انعدام الحرية لم يكن مقتصرًا على الإعلام بطبيعة الحال، بل تعدّاه إلى المؤثرين والمواطنين الصحفيين والناشطين على يوتيوب وغيرهم.
هذه القيود انكسرت مع سقوط نظام الأسد، ليدخل إلى سوريا أفواجٌ من وسائل الإعلام السورية والعربية والعالمية، وصنّاع المحتوى والرحّالين، والحقوقيين والمفكرين، وصولاً إلى جميع عشّاق ومناصري الحرية حول العالم. تبع ذلك انتشار كبير لفيديوهات الاحتفال والفرح على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، لتصبح الحرية عامل جذب إلى البلاد.
5- معالِم سوريا تتنفس بعد التحرير
حالة الاستبداد في سوريا لم تكن حكرًا على البشر، بل تجاوزتهم إلى طبيعة البلاد وأساساتها، فجبل قاسيون كان ثكنة عسكرية وشاطئ صليب التركمان كان محتكرًا من قبل النظام، ومعالِم المدن السورية غارقة في الإهمال.
فما إن سقط نظام الأسد، حتى بدأت مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني بتنظيف الأنهار وتجديد السيف الدمشقي وإصلاح الجسور وتجديد سجاد المسجد الأموي وإنارة وتزيين مسجد خالد بن الوليد وغير ذلك الكثير.
يضاف إلى ما سبق أن سقوط نظام الأسد حرّر مدينة إدلب من العزلة التي كانت تعيشها، لتضاف معالمها لمعالم المدن الأخرى كقبلة للسياح القادمين إلى سوريا، حيث استطاعت رغم عزلتها أن تمتلك بنية تحتية قوية، من كهرباء وماء واتصالات وإنترنت، كما حققت إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والزراعة والصناعة والخدمات والأمن.
سوريا.. قبلة قديمة جديدة
تمتلك سوريا مقومات سياحية أصيلة بها، بصرف النظر عن النظام الحاكم لها، فمعيشتها المنخفضة تجذب عددًا كبيرًا من السيّاح الباحثين عن تجربة فريدة دون تكاليف مرتفعة، حيث اعتُبرت العاصمة دمشق أرخص مدينة للعيش، وفق تقرير تكلفة المعيشة العالمية لعام 2023 الصادر عن وحدة البحث والتحليل التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، حيث شمل 173 مدينة كبرى حول العالم، مع ملاحظة أن دمشق تعتبر أغلى معيشةً من المدن السورية الأخرى.
كما تتميز سوريا أيضًا بطبيعة خضراء، وطقس معتدل، وأماكن أثرية صامدة من حضارات سابقة، منها نواعير وقلاع ومدرجات وقصور وتلال وجبال ومغارات وخانات وأسواق وغير ذلك.
يضاف إلى ما سبق أن الشعب السوري ودود، وهذه نقطة قد تستفيد منها سوريا على حساب تركيا، لتأخذ حصة من سياحها العرب، خاصةً بعد وقوع حوادث ذات طبيعة عنصرية خلال السنوات الماضية.
بقايا الحرب.. هل يمكن تحييدها؟
رغم كل ما تقدّم، فإنّ ما يعكّر على سوريا انفتاحها السياحي الكامل، أنها لتوّها قد خرجت من حرب مدمرة، لم تُبقِ ولم تذر، وأنها رغم خروجها من الحرب، إلا أن للحرب بقايا.
لعلَّ الألغام والذخائر غير المنفجرة تعتبر من أبرز هذه البقايا، حيث قتلت نحو 230 مدنيًّا خلال الربع الأول من عام 2025، لكنها ورغم خطرها إلا أن تأثيرها المباشر على السياحة يبقى محدودًا، لانتشارها غالبًا في أماكن غير جاذبة للسيّاح، كالبادية والأراضي الزراعية، فيما تخلو المدن منها بصورة شبه كاملة.
كما أن الساحل السوري ذو الطبيعة الساحرة آمن من هذه الناحية، عدا منطقة حراجية معروفة للسكان كانت قد شهدت حوادث انفجار ألغام خلال الأشهر الماضية. وتعمل فرق الهندسة التابعة لوزارة الدفاع على إزالة الألغام وتفكيكها، مستقدمةً لأجل ذلك كاسحات ألغام متطورة.

ويضاف إلى خطر الألغام، القلق الناتج عن عدم الاستقرار الكامل، بعد الأحداث الدامية التي حصلت في الآونة الأخيرة في أكثر من مكان، وإن حاولت القيادة التخفيف من وقعها، عبر التأكيد على فرديتها وفتح تحقيق بشأنها. فرغم أن الساحل آمن بالنسبة للألغام ومخلّفات الحرب، إلا أنه يضم عصابات مُلاحقة من قبل أجهزة الأمن، غير أنها تنتشر في الجبال والوديان، لذلك فإن خطرها مُركّز في بقعة جغرافية معينة.
وجاء اتفاق الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية معززًا لمسألة الأمن والاستقرار في البلاد، تبعه حلّ اللواء الثامن في محافظة درعا وتسليم عناصره وأسلحته للدولة السورية، لتمثّل الأشهر القليلة المقبلة فرصةً لاستقبال موسم سياحي استثنائي بعد سقوط نظام الأسد، يضيف إلى خزائن الدولة الفارغة أموالًا تحتاجها البلاد للنهوض من تحت الركام.