الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

السيارات الصينية الذكية تثير القلق داخل الجيش الإسرائيلي.. ما السبب؟

السيارات الصينية الذكية تثير القلق داخل الجيش الإسرائيلي.. ما السبب؟

شارك القصة

اعتبر الأمن القومي الإسرائيلي الميزات التي توفرها السيارات الصينية أدوات تجسس محتملة
اعتبر الأمن القومي الإسرائيلي الميزات التي توفرها السيارات الصينية أدوات تجسس محتملة - غيتي
الخط
أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا بأوامر مباشرة من رئيس الأركان إيال زامير عن سحب مئات السيارات الصينية الذكية من الضباط.

في تطور لافت، قرر الجيش الإسرائيلي سحب 700 مركبة صينية ذكية من الخدمة، ليس بسبب خلل ميكانيكي، بل نتيجة مخاوف أمنية متزايدة من قدراتها التكنولوجية المتقدمة.

والسبب وراء هذا القرار هي مركبات من طراز Chery Tiggo 8 وغيرها من السيارات الذكية الصينية، المزودة بأنظمة ملاحة، وكاميرات داخلية وخارجية، واتصال دائم بالإنترنت، ومساعدات ذكية قادرة على فهم الأوامر وإرسال البيانات.

فهذه الميزات التي توفر الراحة للعائلات، اعتبرها الأمن القومي الإسرائيلي أدوات تجسس محتملة.

إسرائيل تسحب مئات السيارات الصينية من ضباطها

وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا بأوامر مباشرة من رئيس الأركان إيال زامير؛ عن سحب مئات السيارات من الضباط، وذلك بحلول نهاية الربع الأول من عام 2026.

والقرار لا يبدو رمزيًا، لأنه منع سابقًا دخول أي سيارة صينية إلى القواعد العسكرية.

ويعتقد الإسرائيليون أن هذه الأنظمة الذكية داخل هذه المركبات الصينية قادرة على جمع معلومات حساسة من قبيل: أين تذهب السيارة؟ من فيها؟ ماذا يقال داخلها؟ ومتى فتحت أو أغلقت الأبواب؟.

بمعنى آخر، تتحول سيارة الضابط إلى جهاز مراقبة محتمل، يتحرك معه، يسجل، وربما يرسل بيانات إلى جهة خارجية.

وفي هذا الإطار، قال ضابط كبير سابق لصحيفة "إسرائيل هيوم"، إن المشكلة تتجاوز بكثير الكاميرات والميكروفونات: فكل سيارة ذكية هي بالأساس جهاز حاسوب على عجلات، مزود بنظام تشغيل مغلق، واتصالات لاسلكية يمكن أن تتيح جمع المعلومات الاستخباراتية قرب المنشآت الحساسة.. طبعًا، هذه المخاوف ليست جديدة، ويمكن أن تقال على الهواتف والساعات الذكية أيضًا، لكنها الآن وصلت مرحلة رد الفعل الرسمي".

في المقابل، نفى السفير الصيني سابقًا ما سماها الادعاءات الرائجة حول السيارات التي تصنعها بلاده، لكن هنا، لا يمكن أن نستبعد تدخل العامل الجيوسياسي بين ضغط واشنطن على حلفائها لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الصينية، وبين إدراك متأخر -ربما- لحجم البيانات التي تترك بدون رقابة في الأنظمة الذكية.

جيش الاحتلال لم يقدم أي أدلة ملموسة

الجيش الإسرائيلي من جانبه، لم يفصح عن أدلة ملموسة لاختراق فعلي، لكن الاكتفاء باحتمال التجسس كان كافيًا لاتخاذ قرار سحب المركبات، وهو ما يبدو إعلانًا صريحًا بأن ساحة التجسس الحديثة لم تعد حكرًا على الطائرات المسيرة أو الأقمار الصناعية، وإنما قد تدخل من بوابة الكراج أيضًا.

إلى ذلك، تفاعل رواد المنصات الرقمية مع خبر سحب الجيش الإسرائيلي للسيارات الصينية من بعض ضباطه، إذ يرى محمد قدوس، أن هذا التقرير الصادر يخدم الاقتصاد الغربي لأن السيارات الصينية اكتسحت مدن أوروبا والعالم وبتقنيات متفوقة على غيرها من سيارات الشركات الغربية وبسعر أرخص.

من جهته، أعرب محمد سليمان الجازي عن اعتقاده أن الأمر يتعلق بحرب اقتصادية على الصين وكوريا الجنوبية، واعتماد السيارات الأوروبية واليابانية والأميركية.

وفي سياق متصل، قال تابيش رحمن: "إذا الجيش نفسه الذي يتجسس على الجميع أصبح فجأة خائفًا من أن يتجسس عليه الآخرون، يا لها من مفارقة شاعرية. ربما لا يكون التهديد الحقيقي هو السيارات الكهربائية الصينية... بل انعكاس صورتهم في مرآة المراقبة الخاصة بهم".

أما فرانك رايت، فكتب: "قد تكون هذه السيارات رائعة للغاية، ولكنها أصبحت في الوقت الحالي أشبه بحواسيب وكاميرات وأجهزة استشعار، أكثر منها سيارات، مما يجعل المراقبة الصينية مصدر قلق كبير".

تابع القراءة

المصادر

التلفويون العربي