الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

الشمال السوري.. هل تستطيع تركيا إقناع روسيا بأهداف عمليتها العسكرية؟

الشمال السوري.. هل تستطيع تركيا إقناع روسيا بأهداف عمليتها العسكرية؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تناقش المساعي التركية لإقناع روسيا بجدوى عملية أنقرة العسكرية في الشمال السوري (الصورة: الأناضول)
تسعى أنقرة لإقناع موسكو بدوافعها المتمثلة بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عن حدودها وإقامة منطقة آمنة من أجل البدء بإعادة اللاجئين السوريين.

استحوذ الكلام عن عملية عسكرية تركية محتملة في الشمال السوري على جزء مهم من محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المسؤولين الأتراك، حيث تسعى أنقرة لإقناع موسكو بدوافعها المتمثلة بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عن حدودها وإقامة منطقة آمنة من أجل البدء بإعادة اللاجئين السوريين.

وعلى الجانب الآخر، أبدت الولايات المتحدة اعتراضها، فيما أكدت "قسد" رفع جاهزيتها العسكرية، وكانت لافتة دعوتها النظام السوري للوقوف جبهة واحدة ضد الهجوم التركي.

وفي هذا الإطار، وصف الباحث في مركز جسور للدراسات فراس فحام، الموقف الروسي من العملية العسكرية التركية في الشمال السوري بـ"الحذر"، معتبرًا أن موسكو لا ترحب بأي تحولات ميدانية كبيرة في الملف السوري خاصة في هذا التوقيت الذي تركز فيه على أوكرانيا أكثر من أية ملفات أخرى.

وأضاف في حديث إلى "العربي"، أن موسكو تحاول الاستفادة من التصعيد التركي من أجل فرض تنازلات على تنظيم "قسد" وإرغامه على الابتعاد عن الشريط الحدودي وإتاحة المجال لقوات النظام السوري بالانتشار، كما أن روسيا تحاول إقناع تركيا بعدم جدوى العمليات العسكرية المباشرة لأنها تدرك أن أي مواجهة جديدة ستؤدي إلى توسيع النفوذ التركي.

تداعيات على الشأن الداخلي التركي

لكنه أشار إلى أن روسيا لم تصرح ذلك علنًا، لأن لديها حسابات خاصة، من خلال الاستفادة من الموقف التركي في الصراع على أوكرانيا.

وتابع فحام أن تركيا تهدف من خلال خوضها مفاوضات مع الغرب وروسيا، إلى نزع الدعم والغطاء عن تنظيم "قسد" مقابل الموافقة على توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكن الموقف الغربي وعلى رأسه الأميركي ذهب بالتصعيد في ملف آخر بدلًا من الاستجابة للمطالب التركية، والضغط عليها في الملف اليوناني خاصة في ملف الجزر المتنازع عليها.

وأردف أنه وعلى إثر ذلك، ذهبت تركيا إلى تنسيق العمل مع روسيا من أجل فرض واقع جديد في سوريا، وتقويض سيطرة "قسد" على مساحات واسعة، من خلال رفضها توسيع "الناتو".

ورأى فحام أن إخراج "قسد" من مناطق سيطرتها، وإتاحة المجال لعودة عشرات آلاف اللاجئين السوريين سيكون له تداعيات على الشأن الداخلي التركي، مضيفًا أن توسيع أنقرة لنفوذها في الملف السوري ضمانة لأمنها القومي.

ولفت إلى هناك مؤشرات كبيرة على بدء عملية عسكرية، مرجحًا انسحاب قوات النظام السوري من مناطق سيطرة تنظيم "قسد" بطلب روسي.

واعتبر أن توسيع العملية العسكرية وامتدادها إلى مناطق أخرى يحتاج إلى تفاهمات راسخة مع روسيا ومع الولايات المتحدة الأميركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close