الشهداء في ثلاجات الآيس كريم.. كارثة غزة تفوق قدرة القطاع الصحي
تتعاظم معاناة الغزاويين المستهدفين بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع، حتى أن المآسي تلاحقهم إلى ما بعد استشهادهم.
ويعيش قطاع غزة كارثة غير مسبوقة وقد خلف القصف المتواصل حتى الآن 7703 شهيدًا بينهم 3595 طفلًا، بحسب أحدث أرقام لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويشكّل استمرار ارتفاع أعداد الشهداء ضغطًا متزايدًا على القطاع الصحي، مع التأخر في عمليات نقل الجثث وإتمام مراسم الدفن وسط مخاوف من انتشار الأوبئة نتيجة ذلك.
جثامين الشهداء في ثلاجات آيس كريم
في هذا الصدد، يؤكد محمد الحاج مدير العلاقات والإعلام في مستشفى شهداء الأقصى بغزة في حديث مع "العربي" أن القطاع الصحي يعيش أزمات وكوارث متتالية منذ بداية الحصار على غزة وصولًا إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
ويشرح الحاج أن ثلاجات حفظ الموتى في المستشفى لا تتسع إلا لـ9 جثامين، وفي وقت يصل إلى المركز عشرات ومئات الشهداء تم الاستعانة بثلاجات خارجية هي عبارة عن شاحنات لنقل المثلجات.
ويقول لـ"العربي" في مداخلة من مستشفى الأقصى: "العالم يستخدم هذه الشاحنات المثلجة لحفظ الآيس كريم، ولكننا في غزة نستخدمها في مستشفياتنا لحفظ جثث الشهداء".
ورغم ذلك، لا تكفي هذه الثلاجات الخارجية بدورها لاستيعاب الأعداد الكبيرة من جثث الشهداء التي تصل إلى المستشفيات، ويشير الحاج إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الجثث مجهولة الهوية.
ويضيف الحاج أنه بعدما يتم حفظ عشرات الجثث لأيام، يتم نشرها في الممرات أمام ثلاجة الموتى وفي ساحة المستشفى، قبل أن يتم نقلها في سيارات دفن الموتى إلى مقابر جماعية في المحافظة الوسطى.
ضغط هائل على المستشفيات
من جهة ثانية، يعاني الجرحى والمصابين الناجين من صواريخ إسرائيل من كارثة صحية تهدد حياتهم في كل لحظة بحسب الحاج الذي يشدّد على أن "لا كهرباء في مستشفى الأقصى والوقود لا يكفي سوى ليوم أو يومين فقط".
إلى جانب ذلك، هناك نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية بحيث "ما يستخدم اليوم في هذه المرحلة الصعبة لثلاثة جرحى، كان يستخدم في السابق لمريض أو جريح واحد"، على حدّ قوله.
وكان مستشفى شهداء الأقصى قد كشف لـ"العربي" أنه يعاني من ضغط هائل في أعداد المصابين رغم مضاعفة أعداد الأسرة بنسبة وصلت إلى 300%.