الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

الشيب ليس شيخوخة.. هل يكون خط دفاع الجسم ضد السرطان؟

الشيب ليس شيخوخة.. هل يكون خط دفاع الجسم ضد السرطان؟

شارك القصة

يتخلى الجسم عن الخلايا المعرضة لخطر الإصابة بالأورام من خلال الشيب- غيتي
يتخلى الجسم عن الخلايا المعرضة لخطر الإصابة بالأورام من خلال الشيب- غيتي
الخط
أشارت دراسة يابانية أن الشيب هو نتيجة للتمايز الجيني، وهو مسار وقائي يساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد الجيني السام عبر القضاء على الخلايا التي قد تكون خطرة.

قد يكون ظهور الشعر الرمادي أو الشيب علامة جيدة على أنّ الجسم يحمي نفسه طبيعيًا من السرطان، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في اليابان. 

وبحسب موقع "سينس أليرت"، تُشير سلسلة من التجارب على الفئران، إلى أنّ الجسم تطوّر للتخلي عن الخلايا المُعرّضة لخطر الإصابة بالأورام على حساب القليل من اللون.

وتتعرّض خلايا الجسم بشكل روتيني لوابل من "التأثيرات الجينية السامّة"، أو تلف الحمض النووي الناتج عن مجموعة واسعة من العوامل البيئية. 

ووفقًا للدراسة، تتحمّل خلايا الجلد العبء الأكبر من هذه التأثيرات، نظرًا لدورها في حماية أعضاء الجسم الداخلية من العالم الخارجي.

الشيب وتلف الحمض النووي

ويُمكن أن يُسهم تلف الحمض النووي في شيخوخة الخلايا، بالإضافة إلى تطوّر السرطان، على الرغم من أنّ السموم الجينية والإشارات والآليات الخلوية المُحدّدة المُرتبطة بالعلامات الجسدية للشيخوخة لا تزال غير مفهومة جيدًا.

وتُركّز الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة "نيتشر سيل بيولوجي"، تحديدًا على الورم الميلانيني، وهو نوع من السرطان يُوجد غالبًا في الجلد، حيث ينشأ في الخلايا الصباغية- وهي خلايا جلدية مُتخصصة تُنتج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الجلد والشعر.

وتنشأ الخلايا الصباغية نفسها من الخلايا الجذعية "McSCs" الموجودة داخل بصيلات الشعر في جلد الثدييات، حيث تُحافظ على تصبغ الجلد والشعر من خلال التجدد المُنتظم.

وباستخدام الفئران، قام الباحثون بتحليل تعبيرات جينات الأنسجة للكشف عن مصير الخلايا الجذعية المُعرّضة لأنواع مُختلفة من تلف الحمض النووي.

"التمايز السني"

ففي حالة التلف المعروف باسم كسر الشريط المزدوج، حيث يُقطع كلا الشريطين في الحلزون المزدوج للحمض النووي، حدّد الباحثون استجابة مُحددة.

وتمايزت الخلايا الجذعية من نوع "McSCs" بشكل لا رجعة فيه واختفت، مما أدى إلى تحوّل شعر الفأر إلى اللون الرمادي. وتُعرف هذه العملية باسم التمايز المُقترن بالشيخوخة، أو "التمايز السني". 

ومن ناحية أخرى، حفّزت بعض المواد المُسرطنة استجابة مختلفة بشكلٍ ملحوظ. 

ووجدت الدراسة أنّه عند تعرّض الخلايا الجذعية متعدّدة الخلايا لمواد مسرطنة، تجاوزت عملية التمايز التي تحدث بعد انكسار السلسلة المزدوجة، حتى في حال تعرض الخلايا لتلف في الحمض النووي.

كما أفاد الباحثون بأنّه عند تعرض الخلايا الجذعية للأشعة فوق البنفسجية، احتفظت هذه الخلايا بقدراتها على تجديد نفسها واستمرّت في استنساخ نفسها.

ويشير الباحثون إلى أنّ هذا لا يعني أنّ الشيب بحد ذاته وسيلة دفاع ضد خطر الإصابة بالسرطان. فالشيب هو نتيجة للتمايز الجيني، وهو مسار وقائي يُساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد الجيني السام من خلال القضاء على الخلايا التي يُحتمل أن تكون خطرة.

وعندما لا تحدث هذه العملية، فإن بقاء الخلايا الجذعية متعدّدة القدرات التالفة وتكاثرها قد يُفضي إلى سرطان الجلد.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات