الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

الصحة النفسية في لبنان.. نسب اكتئاب مرتفعة واستهلاك متزايد للمهدئات

الصحة النفسية في لبنان.. نسب اكتئاب مرتفعة واستهلاك متزايد للمهدئات

Changed

فقرة ضمن برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على واقع الصحة النفسية المتدهور في لبنان نتيجة الأزمات المتراكمة (الصورة: غيتي)
ترك وباء كوفيد وانفجار المرفأ والوضع الاقتصادي المتدهور آثارًا نفسية مدمرة على الشعب اللبناني، الذي بات 25% منه يعاني اضطرابًا نفسيًا ما.

يعيش اللبنانيون في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية وسياسية أرهقت حياتهم على أكثر من صعيد، ومن ذلك حالة الصحة النفسية التي فاقمتها تداعيات انفجار مرفأ بيروت عام 2020، تزامنًا مع تداعيات كورونا، فضلاً عن انهيار العملة المحلية.

ولعلّ الهزة الأرضية التي ضربت لبنان قبل أيام نتيجة ارتدادات زلزال تركيا وسوريا، جاءت لتترجم الحالة النفسية للبنانيين، الذين يمكن وصف مشاعرهم خلال الثواني الـ40 التي استغرقتها الهزّة بـ"الرعب الشديد"، فيما نزل كثيرون إلى الشوارع وسط الخوف.

وإلى جانب هذه الهزّة وما أثارته من هواجس، حيث بات حديث اللبنانيين اليوم عمّا يمكن أن يحصل في حال ضرب البلد زلزال مدمّر شبيه بذلك الذي ضرب تركيا وسوريا، وسط مخاوف من ألا يبقي بشرًا ولا حجرًا، فإنّ التفاصيل اليومية في لبنان ألقت بظلالها على الحالة النفسية التي تتفاقم يومًا بعد آخر في ظل غياب الدعم اللازم من الجهات المسؤولة.

ويؤكد مراقبون أنّ الدولة غير معنيّة بالشأن النفسي الذي يعاني منه الناس، إذ رفعت الدعم عن أدوية عدّة منها أدوية الصحة النفسية رغم الحاجة الملحّة لها، عدا الفوضى وعدم وجود رقابة على قطاع الأدوية بالإضافة إلى تراجع الخدمات الصحية وتفلت أسعار الجلسات العلاجية.

حقائق عن الصحة النفسية في لبنان

يُعَدّ اللبنانيون من أكثر 10 شعوب توترًا وحزنًا في العالم وفقًا لتقرير غالوب العالمي للمشاعر 2020، وهو رقمٌ يُعتقد أنّه تفاقم نتيجة الأزمات التي شهدتها البلاد منذ ذلك التاريخ، وأدّت إلى ما يوصَف بالانهيار الشامل.

وبالفعل، تشير مصادر أممية إلى أنّ وباء كوفيد وانفجار المرفأ والوضع الاقتصادي المتدهور تركت آثارًا نفسية مدمرة على الشعب اللبناني، الذي بات 25% منه يعاني اضطرابًا نفسيًا ما وفق ما تجزم مصادر طبية.

وخير دليل على ذلك، ازدياد استهلاك مضادات الاكتئاب والمهدئات بـ20% عام 2020 وفقًا لمصادر طبية، علمًا أنّ دراسة جامعة لبنانية أظهرت أن قرابة 17% من اللبنانيين يعانون من اكتئاب شديد منذ انفجار مرفأ بيروت.

اللبنانيون بين الإنكار والأمل

ويؤكد المتخصص في الصحة النفسية فضل شحيمي أنّ موضوع الصحة النفسية في لبنان يتراكم يومًا بعد يوم، وذلك بسبب كثرة الصدمات النفسية التي يعاني منها الشعب، وآخرها جراء الهزة الأرضية التي شعر بها اللبنانيون الأسبوع الماضي.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّ ردة فعل الناس بشكل عام مُبالَغ بها لأنّ القدرة على التحمّل تنخفض يومًا بعد يوم. ويوضح أنّ هذه القدرة ترتفع عادة عندما يعيش الإنسان في ظروف صحية واجتماعية ومادية جيدة، ولكن عندما يكون عرضة لصدمة تلو الأخرى كما هو الحال في لبنان، فتنخفض القدرة على التحمل لديه.

ويسجّل شحيمي بعض المفارقات، منها أنّ معظم الشعب اللبناني يعيش حالة من الإنكار، ولكن في الوقت نفسه، بات البعض لا يبالي بالضغوط لكثرتها، علمًا أنّ نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية، وتحديدًا الاكتئاب والقلق النفسي، زادت بنسبة كبيرة، وهذا ما يلمسه العاملون في مجال الصحة النفسية.

ويلفت إلى أنّ بعض الناس ما زالوا يتشبثون بالأمل رغم كل هذا الضغط، ويعيشون فترة إنتاجية، ويصرّون على الاستمرار، ما يعطيهم نوعًا من الدافع يعوّض إلى حدّ ما عن الضغوطات الكبرى التي يعيشونها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close