الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

الصراع في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن.. ماذا عن خلفياته ومآلاته؟

الصراع في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن.. ماذا عن خلفياته ومآلاته؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش تطورات الأوضاع في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن (الصورة: غيتي)
تفجر الصراع في محافظة شبوة اليمنية أخيرًا بين من يفترض أنهم حلفاء، وهم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات وقوات أمنية أخرى موالية لحزب الإصلاح.

تفجر الصراع داخل محافظة شبوة اليمنية الغنية بالنفط مجددًا، بعد ثمانية أشهر فقط من إعلان قوات العمالقة الموالية للإمارات استعادة السيطرة عليها من الحوثيين.  

ويأتي الصراع هذه المرة بين من يفترض أنهم حلفاء؛ وهم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات وقوات أمنية أخرى موالية لحزب الإصلاح.

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين يمنيين أن الاقتتال الداخلي في المحافظة، التي يسيطر عليها موالون للمجلس الانتقالي أسفر عن مقتل 35 شخصًا على الأقل خلال يومين.

نقطة التحول

وكانت نقطة التحوّل عند إعلان المحافظ الموالي للانتقالي الجنوبي عوض ابن الوزير العولقي، إقالة قيادات أمنية بارزة في المحافظة على رأسها عبد ربه محمد صالح لعكب، قائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، والذي يقول المجلس الانتقالي إنه موال لحزب الإصلاح المشارك هو الآخر في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وأدى القتال بين قوات الفصائل المتناحرة في مجلس القيادة الرئاسي، الذي شُكل في أبريل/ نيسان الماضي إلى أن يقدم العضو عبدالله العليمي الذي ينتمي إلى الإصلاح استقالته.

لكن مصدرًا مقربًا منه قال إنه تم إقناعه بالعدول عن الاستقالة لتحقيق الاستقرار في المجلس.

"تعهد بإنهاء الانقلاب"

بدوره، تعهد محافظ شبوه الموالي للانتقالي الجنوبي في بلاغ بإنهاء ما أسماه تمردًا وانقلابًا على قرارات السلطة المحلية.

وفي محاولة لتطويق الأزمة، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في بيان رشاد العليمي إن المواجهات في شبوة تجر اليمن إلى الصراع بعيدًا عن روح التوافق الذي جاء بموجب إعلان نقل السلطة، وإنه عمل على قطع دابر الفتنة من خلال إقالة بعض القادة العسكريين في المحافظة وتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث العنف.

وأثار موقف العليمي جدلًا واسعًا، حيث اعتبره المعسكر المناوئ للانتقالي انحيازًا للإمارات والقوات الموالية لها في المحافظة.

وحملت قوات الجيش والأمن في المحافظة، وهي قوات مناوئة للمحافظ، مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية ما قالت إنه تسليم البلاد إلى قوى الأجنبية، واتهمت الإمارات بارتكاب جريمة حرب وإبادة جماعية ضد قواتها وطالبت المجتمع الدولي بمحاسبتها.

وأعرب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن عن قلق بلاده حيال أحداث شبوة، مشيرًا إلى ترحيب واشنطن بجهود الرئيس رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي في تهدئة الأوضاع.

كما دعت السفارة الفرنسية إلى التهدئة والتعايش السلمي لما فيه مصلحة الشعب اليمني.

"الانتقالي الجنوبي لم يكن طرفًا"

في هذا السياق، يؤكد الناطق باسم مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في بريطانيا صالح النود، أن المجلس لم يكن طرفًا حتى يُقال إنه افتعل هذه الأزمة.   

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من شيفلد، أن من افتعل الأزمة هي مجموعات من التشكيلات، رفضت أن تنصاع وأن تمر في المسار الذي مرّت به كل القوى في اليمن لمحاولة إخراج البلاد من الأزمة. 

ويشير إلى أنه تم تشكيل مجلس قيادة رئاسي هو حاليًا الشرعية، وهو الذي يدير البلاد وهذه المرحلة.

ويردف بأن هذه المجموعات وعندما رفضت القبول بقرارات رئيس اللجنة الأمنية في محافظة شبوة، وهو أيضًا المحافظ، كما حصل في محافظات أخرى على غرار مأرب عندما كانت الإدارة تدور بهذا الشكل، كان لا بد من التدخل حتى تمضي العملية السياسية لمجلس القيادة الرئاسي.

ويعتبر أن مواقف حزب الإصلاح وتعامله مع هذه الأزمة يضع الكثير من علامات الاستفهام.

إلى ذلك، يرى أن "جماعة الحوثي ما زالت مسيطرة على صنعاء، بينما أنظار المحللين وإعلام القوى الشمالية تركز على شبوة".

"المتمرد في شبوة هو المحافظ"

بدوره، يلفت المحلل السياسي صدام الحريبي إلى أن القوات التي واجهت القوات الحكومية في محافظة شبوة هي قوات العمالقة التابعة لأبي زرعة المحرمي والتي تدعمها الإمارات، وما يُسمى بقوات دفاع شبوة. 

ويقول في حديثه إلى "العربي" من مأرب، إن قوات دفاع شبوة هذه، هي النخبة الشبوانية التي كانت تسمى بهذا الاسم، وأسّستها الإمارات بعد سيطرتها على بعض المحافظات الجنوبية.

ويؤكد أن هاتين القوتين اللتين واجهتا القوات الحكومية في شبوة ليس لها أي صفة رسمية، ولا تتبع وزارة الداخلية أو الدفاع، مشددًا على أنها "ميليشيات تتبع دولة أجنبية استعان بها المحافظ الذي تمرّد على توجيهات الوزير".

ويذكّر بأن القوات الحكومية في محافظة شبوة لا تتبع حزب الإصلاح، فالقوات الأمنية تتبع وزارة الداخلية وقوات الجيش تتبع وزارة الدفاع.

ويشدد على أن "المتمرد في شبوة ورأس الفتنة في شبوة ومن أشعلها هو محافظ شبوة محمد عوض ابن الوزير، الذي أتت به الإمارات قبل أشهر إلى شبوة".

"الهدف النهائي تقسيم اليمن"

من جانبه، يرى عضو الهيئة الاستشارية لمركز "المخا" للدراسات ياسين التميمي أن أحداث شبوة مترابطة ومتسلسلة.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن دخول قوات العمالقة إلى محافظة شبوة لم يكن في مهمة وطنية، بمعنى ردع قوات الحوثيين، مشيرًا إلى أنها انسحبت أصلًا من غرب البلاد، من محافظة الحديدة، وسلمت الحوثيين ساحلًا طوله 100 كلم من دون قتال وبشكل مفاجئ، وكانت الخطوة التالية بأن تحركت بعض هذه الألوية إلى محافظة شبوة.

ويوضح أن هذه الألوية لا تمتلك القدرة القتالية على حسم معركة لا مع الحوثيين ولا مع غيرهم من دون دعم وإسناد جوي فاعل من قبل طيران التحالف، بمعنى أن هناك على ما يبدو توظيفًا سياسيًا واضحًا من جانب التحالف لهذه القوات.

ويفيد بأن مجيء قوات العمالقة كان جزءًا من ترتيبات قضت بإقصاء محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، الذي كان يحظى بإجماع شعبي كبير في المحافظة.

ويرى أن الهدف من التطورات بالأساس على ما يبدو إنهاء وجود أي قوات لها مشكلة مع الحوثيين أو تتبنى عقيدة قتالية هي جزء من معركة الدفاع عن الدولة أو مواجهة الحوثيين. ويؤكد أن الهدف النهائي هو تقسيم اليمن.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close