الإثنين 4 نوفمبر / November 2024

الصراع يتسع في السودان.. الجيش: اغتيال والي غرب دارفور "تصرف وحشي"

الصراع يتسع في السودان.. الجيش: اغتيال والي غرب دارفور "تصرف وحشي"

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول جهود الوساطة في ظل استمرار الاشتبكات في السودان (الصورة: رويترز)
ذكر الجيش السوداني أنّ والي غرب درافور هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا، وقد تبوأ منصبه بموجب الاتفاقية، ولا علاقة له بمجريات الصراع الحالي.

اعتبر الجيش السوداني، مساء الأربعاء، أن اختطاف قوات الدعم السريع واغتيالها والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر "تصرف وحشي".

وأضاف الجيش في بيان: "تدين القوات المسلحة بأشد عبارات الاستهجان، التصرف الغادر الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وذلك باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، لتضيف بهذا التصرف الوحشي فصلًا جديدًا لسجل جرائمها".

وأردف البيان، "يذكر أن الوالي المغدور هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام (أكتوبر 2020) وقد تبوأ منصبه بموجب الاتفاقية، ولا علاقة له بمجريات الصراع بين القوات المسلحة والمتمردين (يقصد الدعم السريع)".

حاكم ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر -
حاكم ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر - وسائل التواصل

وحتى الساعة، لم يصدر عن قوات الدعم السريع تعليق حول بيان الجيش السوداني.

وكانت وسائل إعلام محلية بينها موقع "24 دارفور" قد أعلنت مقتل خميس أبكر بعد اعتقاله من قوات الدعم السريع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، تشهد مدن سودانية بينها الجنينة، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء في إحدى أفقر دول العالم.

اتساع رقعة الصراع في السودان

وأمس الأربعاء، هز القتال عدة مدن في غرب السودان في اتساع نطاق الصراع المستمر منذ نحو شهرين في البلاد، بينما تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم بسبب العنف مليوني شخص.

وتسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية في العاصمة الخرطوم وكذلك في مدن رئيسية في منطقتي كردفان ودارفور.

ويهدد اتساع رقعة القتال بإطالة أمد العنف واستقطاب جماعات مسلحة، ولا سيما الجماعات ذات الانتماءات القبلية، وجهات فاعلة خارجية أيضًا.

ويشهد إقليم دارفور في السودان صراعًا متقطعًا منذ بداية القرن الحالي، وهو الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين ومقتل 300 ألف شخص في هجمات شنتها ميليشيات الجنجويد. وولدت قوات الدعم السريع من رحم هذه الميليشيات، وأصبحت قوة حكومية قانونية في 2017.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء: إن غوتيريش "قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي".

ويقول مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس: إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق "الميليشيات العربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع".

ووصفت قوات الدعم السريع في بيان الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوداني السابق بتأجيج نار الصراع. وقالت إنها تبذل جهودًا لإدخال المساعدات إلى المدينة.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية مع انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إنهم يدرسون نهجًا جديدًا في الأيام المقبلة.

القتال عبر دارفور

وفي سياق متصل، أفادت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، الأربعاء بأن قصفًا مدفعيًا أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.

وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار. ويسود الهدوء نسبيًا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.

وقال سكان في مدينة الأبيض التابعة لولاية شمال كردفان وتقع بين الخرطوم ودارفور، إن الجيش بدأ في شن ضربات جوية وقصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع.

وأفاد سكان بأن قوات الدعم السريع هاجمت إحدى تلك البلدات، وهي الرهد، يوم الأربعاء.

وفي كادقلي التابعة لولاية جنوب كردفان، صدت قوات الجيش هجومًا لقوات الدعم السريع على إحدى قواعده، بينما حاصرت قوات موالية للزعيم المتمرد عبد العزيز الحلو المدينة.

وقالت مصادر في الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال التي يتزعمها الحلو إنها تعمل على حماية المدنيين من الميليشيات المسلحة.

وداخل الخرطوم، تحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة الأربعاء.

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة، أن نحو 1.7 مليون شخص نزحوا داخليًا، بينما غادر البلاد أكثر من 500 ألف شخص.

وتخضع مدينة بورتسودان لسيطرة الجيش. وتطل المدينة على البحر الأحمر ويسودها الهدوء، وهي إحدى الوجهات التي يقصدها الفارون من منازلهم.

وبدأت اختبارات المدارس الإعدادية في مدينة بورتسودان الأربعاء، وشرع الحجاج في المغادرة إلى مكة لأداء فريضة الحج، إذ يحاول بعض السودانيين أن ينعموا بقدر من الحياة الطبيعية وسط صراع قلب حياتهم رأسًا على عقب.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصًا قُتلوا منذ بدء القتال، وهو الصراع الذي اندلع بسبب خلاف على خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش. وأضافت اللجنة أن "مزيد من الضحايا يجري حصرهم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close