انخفض معدل الزواج في الصين بنسبة الخُمس العام الماضي، وهو أكبر معدل للتراجع على الإطلاق، على الرغم من جهود متعددة تبذلها السلطات لتشجيع الشباب على الزواج وإنجاب أطفال.
وأظهرت بيانات وزارة الشؤون المدنية أن أكثر من 6.1 مليون شاب وفتاة، سجلوا للزواج العام الماضي انخفاضًا من 7.68 مليون في العام السابق.
ويعزى تراجع الاهتمام بالزواج، وتكوين أسرة إلى ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال والتعليم في الصين. وعلاوة على ذلك، أدى تعثر النمو الاقتصادي على مدى السنوات القليلة الماضية إلى صعوبة العثور على عمل لخريجي الجامعات، ويشعر أولئك الذين لديهم وظائف بعدم الأمان بشأن مستقبلهم على المدى البعيد.
تسارع نسبة الشيخوخة
لكن التشجيع على الزواج والإنجاب يشكل قضية ملحة بالنسبة للسلطات الصينية، إذ يبلغ عدد سكان الصين 1.4 مليار نسمة، وهي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، لكن البلاد تعاني من تسارع نسبة الشيخوخة.
وانخفض معدل المواليد لعقود بسبب سياسة الطفل الواحد، التي انتهجتها الصين في الفترة من 1980 إلى 2015 والتوسع الحضري السريع خلال تلك الفترة. وفي العقد المقبل، من المتوقع أن يحال نحو 300 مليون صيني إلى التقاعد.
وشملت الإجراءات التي اتخذتها السلطات العام الماضي، لمعالجة المشكلة حث الكليات والجامعات على توفير "تعليم الحب"، للتأكيد على وجهات النظر الإيجابية بشأن الزواج والارتباط العاطفي، والقدرة على الإنجاب وتكوين الأسرة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طلب مجلس الدولة الصيني، أو مجلس الوزراء من الحكومات المحلية تخصيص موارد لمعالجة أزمة السكان في الصين ونشر الاحترام للإنجاب والزواج "في السن المناسب".
وشهد العام الماضي ارتفاعًا طفيفًا في المواليد، بعد فترة تراجع بسبب جائحة كورونا ولأن 2024 كان عام التنين، ويعتبر الصينيون أن الأطفال المولودين في ذلك العام سيحظون على الأرجح بالطموح وبثروة كبيرة.
انخفاض عدد السكان
وأدى التراجع في معدلات الإنجاب، إلى توقف العديد من المستشفيات في الصين عن تقديم خدمات الولادة هذا العام، وفق تقرير صحفي محلي في شهر مارس/ آذار الماضي.
وفي ظل قلقها حيال تراجع معدلات الخصوبة، خففت الحكومة في السنوات الأخيرة القيود ضمن سياسة الطفل الواحد التي فرضتها على مدى عقود لتسمح بثلاثة أطفال لكل عائلة، بموازاة إقرار تدابير دعم وحض النساء على تأسيس عائلات.
لكن حتى مع زيادة المواليد، انخفض عدد سكان البلاد للعام الثالث على التوالي.
كما أظهرت البيانات أيضًا أن أكثر من 2.6 مليون رجل وامرأة تقدموا بطلبات للطلاق العام الماضي بزيادة 1.1% عن 2023.