مع تزايد حجم الوحشية الإسرائيلية على غزة، يتسع نطاق المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، سواء كانت جامعات ومراكز بحثية في إسرائيل أم جامعات غربية تدعمها.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسفرت الإبادة الجماعية عن أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل
في عام 2011، سُجلت أول مقاطعة أكاديمية عندما قاطعت جامعة "جوهانسبرغ" اتفاقيتها مع جامعة "بن غوريون"، بسبب انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، سجلت صحيفة "هآرتس" العبرية أكثر من 750 حالة مقاطعة توثق مشاريع أكاديمية إسرائيلية.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن مدير مكافحة المقاطعة الأكاديمية، أن كل الجامعات البلجيكية تقريبًا تقاطع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، ونحو 80% من المؤسسات الهولندية تحذو حذوها.
وأشار التحقيق إلى أن مؤسسات تربوية في إسبانيا، وإيطاليا، والنرويج، وإيرلندا، وسويسرا. تقاطع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية.
كما أن هناك ظاهرة أخرى سمتها الصحيفة المقاطعة الرمادية، وهي مقاطعة غير معلنة بشكل رسمي، إذ يتجنب فيها أكاديميون ومؤسسات أكاديمية العمل مع إسرائيل.
فالمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بدأت تثمر منذ ما قبل الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2023، لكنها ازدادت كمًا ونوعًا خلال العامين الأخيرين، هذا ما خلص إليه تقرير صدر عن حركة مقاطعة إسرائيل "بي. دي. إس".
فبرنامج "أفق أوروبا"، وهو برنامج التمويل الرئيسي المعني بالبحث والابتكار، حصلت بموجبه إسرائيل على مليار يورو كمنح بين عامي 2021 و2024، لكن حتى عام 2025 انخفضت معدلات الموافقة على مشاريع معروفة بـ"هورايزون"، والتي تضم شريكًا بحثيًا إسرائيليًا واحدًا أو أكثر بنسبة 68%.
وكان لضغط الجمعيات والائتلافات أثر كبير في تنامي المقاطعة، خاصة في ظل الحرب على غزة.
ففي مايو/ أيار الماضي، وكاستجابة لضغوط أكثر من 20 جامعة حول العالم تقاطع إسرائيل جزئيًا أو كليًا، أقرت هولندا اقتراحًا لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والتي تشمل برنامج هورايزون، حيث حظي الاقتراح بموافقة 17 من أصل 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي.
