السبت 14 حزيران / يونيو 2025
Close

العالم يترقب.. إيران وأميركا وجهًا لوجه في مسقط والنووي ثالثهما

العالم يترقب.. إيران وأميركا وجهًا لوجه في مسقط والنووي ثالثهما

شارك القصة

عراقجي وويتكوف سيمثلان إيران والولايات المتحدة في المفاوضات
عراقجي وويتكوف سيمثلان إيران والولايات المتحدة في المفاوضات- غيتي
الخط
يترقب العالم اليوم جولة مفاوضات إيرانية أميركية حول الملف النووي لطهران في العاصمة العمانية مسقط وسط ضغوط وتهديدات أميركية بضربة لإيران.

تبدأ الولايات المتحدة وإيران، وسط ضغوط كبيرة، محادثات بشأن برنامج طهران النووي، اليوم السبت، في العاصمة العمانية مسقط، مع تهديد دونالد ترمب بعمل عسكري في حال الفشل بالتوصل إلى صفقة جديدة.

وستكون هذه المحادثات الأعلى مستوى بهذا الشأن، منذ أن انسحب ترمب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2018، خلال ولايته الأولى، ويرتقب أن يقود مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاجتماعات خلف أبواب مغلقة في مسقط.

وأعلن ترمب يوم أمس الجمعة أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي"، وذلك عشية المحادثات، وقال للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية "إير فورس وان": "أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"، وذلك قبل ساعات من لقاء ويتكوف وعراقجي.

"الخط الأحمر" لأميركا

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ويتكوف قوله إن "الخط الأحمر" للإدارة الأميركية هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وأن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول. لكنه أشار إلى أن واشنطن ستكون منفتحة على "طرق أخرى للتوصل إلى تسوية".

وفي مؤشر إلى التباعد بين الجانبين، لم يتم تأكيد صيغة المحادثات حتى الآن، إذ وصفتها الولايات المتحدة بأنها مباشرة، بينما تصرّ إيران على وجود وسيط، ليعود البيت الأبيض ويصر يوم أمس على أن المحادثات ستكون مباشرة.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت لصحافيين: "ستكون هذه محادثات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحًا تمامًا"، مضيفة: "يؤمن الرئيس بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة، والتحدث مباشرة في القاعة نفسها".

من جهتها ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن الوفدين يصلان السبت، ويبدآن محادثات غير مباشرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وأوضحت الوكالة أن المحادثات يتوقع أن تبدأ في فترة بعد الظهر على أن يكون البوسعيدي وسيطًا فيها، فيما لم يتضح بعد إن كانت المحادثات ستقتصر على اليوم السبت.

مفاوضات وسط ضغوط أميركية

وكان ترمب قد أعلن عن المحادثات بشكل مفاجئ قبل أيام قليلة خلال حديث أمام صحافيين في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشن عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية.

وقال ترمب الأربعاء، ردًا على سؤال عما سيحدث إذا فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، إنه "إذا تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا، فسيكون هناك تدخل عسكري"، لترد طهران عليه بالتلويح حول إمكانية طردها مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما حذرت الولايات المتحدة من أنه سيكون "تصعيدًا".

ومنذ عودة ترمب إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، أجرى الأميركيون محادثات لوقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا في قطر والسعودية تواليًا، من دون تحقيق تقدم كبير حتى الآن.

 وتريد واشنطن منع إيران من الاقتراب من تطوير قنبلة نووية من خلال إجبارها على إنهاء برنامجها النووي، فيما تؤكد طهران أن البرنامج مخصص للأغراض المدنية فقط.

وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق المبرم في 2015، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجًا. ومطلع ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو، "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقدرت الوكالة في تقريرها الأخير أن إيران تمتلك 274,8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%،  معربة عن "قلق عميق"، فببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

إيران تبحث عن اتفاق "واقعي وعادل"

من جانبها، تسعى واشنطن لإبرام اتفاق جديد قبل أن تنتهي صلاحية آلية العودة التلقائية للعقوبات التي كانت جزءا من الاتفاق السابق، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الجمعة، أن إيران تبحث عن اتفاق "واقعي وعادل" مع الولايات المتحدة. كذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن تفاؤله بالمحادثات، قائلا في اجتماع حكومي "نأمل بأن تقود إلى السلام".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني قوله: "دون تهديدات وترهيب من الجانب الأميركي، سيكون هناك احتمال جيد للتوصل لاتفاق". وأضاف: "نرفض أي إكراه واستقواء".

وتجري هذه المحادثات رغم استياء إيران من سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها ترمب بزيادة العقوبات، وتهديدات بالعمل العسكري، لاسيما مع الاعتقاد الأميركي أن النفوذ الإيراني في المنطقة قد ضعف، بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على لبنان، والضربة التي وجهتها لحزب الله، بداية من اغتيال أمينه العام حسن نصر الله وصولا لإضعاف قدرات الحزب العسكرية. 

كذلك، تقوم الطائرات الأميركية بشن غارات مستمرة على حليف آخر لطهران، وهو جماعة الحوثي اليمنية بعد إعلان الأخيرة إسناد غزة، باستهداف متكرر للسفن المرتبطة بإسرائيل، ثم الأميركية منها والبريطانية في البحر الأحمر، كما فقدت طهران نفوذها في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد.

وتواجهت إيران وإسرائيل للمرة الأولى بشكل مباشر في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد تصاعد التوترات عقب اغتيال قيادات من حزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني، على خلفية حرب غزة.

تابع القراءة

المصادر

وكالات
تغطية خاصة