من جسر المدير في جبانة سقارة التاريخية القريبة من أهرامات الجيزة، كشفت مصر قبل أيام قليلة عن العثور على مقابر فرعونية ومومياء كاملة تعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة اللتين حكمتا البلاد قبل نحو 4500 عام.
وخلال أعمال الحفر والتنقيب، عثرت البعثة المصرية المشتركة على بئر يصل عمقها إلى نحو 15 مترًا، وفي أسفلها صخرة بداخلها تابوت من الحجر الجيري لم يمس. وبداخل التابوت تم العثور على مومياء مغطاة برقائق من الذهب، وُصفت بأنها أقدم وأكمل مومياء غير ملكية يعثر عليها حتى الآن ويعود تاريخها إلى أكثر من 4300 سنة.
كشف أثري مذهل.. العثور على أقدم مومياء غير ملكية مغطاة برقائق الذهب#شبابيك #مصر تقرير: عطالله السليم pic.twitter.com/kNJfjY8juf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 30, 2023
وتعد جبانة المنطقة الأثرية الوحيدة التي تضم مقابر تمتد من بداية التاريخ المصري وحتى نهايته، إضافة إلى آثار من العصرين اليوناني والروماني.
وقال عالم الآثار المصري البارز زاهي حواس إن عمليات التنقيب بدأت في المنطقة منذ عام 2007 بهدف العثور على هرم يعود إلى الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة في الدولة القديمة.
وفي السنوات القليلة الماضية، كشفت مصر عن كنوز أثرية عدة في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصًا منطقة سقارة حيث اكتُشف أكثر من 150 تابوتًا أثريًا يعود تاريخها إلى أكثر من 2500 عام.
أهمية هذه الاكتشافات
ويوضح خبير الآثار والمشرف على بعثة سقارة، د. علي أبو دشيش، أن أهمية منطقة سقارة تكمن في الحضارة المصرية القديمة بدفن العديد من الملوك من الدولة القديمة فيها، فضلاً عن الأهرامات والمقابر.
ويشير أبو دشيش في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن تغطية المومياء بالذهب تدل على ثراء الناس في تلك الفترة، كما من النادر العثور على مومياء لم تمسّ منذ دفنها، لافتًا إلى العثور داخل بثر ثان، على تابوت مقفل سيُفتح خلال الأيام المقبلة.
كما يكشف أنه بعد العثور على أربعة مقابر، وُجد داخل إحداها مجموعة من المشاهد الحياتية اليومية آنذاك، مثل الصيد وصناعة الخبز.
وعن اكتشاف الأواني الفخارية ودورها في فهم السياق التاريخي، يلفت إلى أن وجودها يعد دليلاً على وجود حياة ونشاط بشري في المكان الذي اكتُشفت فيه، ولا سيما أنها كانت تستخدم في تخزين الطعام أو النبيذ، كما أنه يساعد في تأريخ العصر الذي استُخدمت فيه.