استُشهد، فجر اليوم الثلاثاء، شاب فلسطيني بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي على محل تجاري بمدينة قلقيلية، فيما أُصيب واعتُقل آخرون، خلال اقتحام جيش الاحتلال المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية.
وأكدت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، استشهاد الشاب براء يوسف مسكاوي، برصاص الاحتلال في قلقيلية، قبل أن يتم احتجاز جثمانه، فيما أفادت مصادر أمنية للوكالة نفسها بإصابة مواطنين آخرين.
حصار فاستشهاد
وكانت وحدات خاصة تابعة للاحتلال تبعتها تعزيزات عسكرية، قد اقتحمت المدينة من مدخليها الشرقي والشمالي، وداهمت حي "النقار"، وحاصرت محلًا تجاريًا بالمنطقة الغربية، كان فيه الشهيد، وطالبته عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه.
وأطلق الاحتلال العيارات النارية بكثافة تجاه المحل المحاصر، ثم تبعها إطلاق قذائف "أنيرغا"، إلى أن استُشهد الشاب مسكاوي وتم احتجاز جثمانه، والشهيد هو أسير محرر تم الإفراج عنه نهاية العام المنصرم بعد قضائه 22 شهرًا في الأسر.
وخلال عملية الاقتحام وإطلاق الرصاص الحي بكثافة، أصيب مواطن بالرصاص الحي في القدم، وجرى نقله إلى مستشفى درويش نزال الحكومي بالمدينة لتلقي العلاج حيث وُصفت إصابته بالمتوسطة، بينما اعتقل الشاب إسلام مصطفى أبو بكر بعد اصابته، واقتياده إلى جهة غير معلومة.
حملات الاعتقال
وفي الإطار، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية اقتحام واعتقال فلسطينيين في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، أبرزها في مخيم بلاطة للاجئين شرقي نابلس، وبلدتي دير غسانة وبيرزيت ومخيم الجلزون بمحافظة رام الله.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين من المحافظة الواقعة جنوب الضفة، وتحديدًا من قرية دير العسل ببلدة دورا، ومن مخيم العروب شمال الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنًا آخر، واقتادته عقب تفتيش منزله والعبث بمحتوياته إلى جهة غير معلومة.
وداهمت قوات الاحتلال منازل عدة في جبل جوهر بمدينة الخليل، وبلدة إذنا، وفتشتها وعاثت في محتوياتها خرابًا، كذلك جرى مداهمة حيي الظهر والخلة وغيرهما، واقتحمت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين وفتشتها، واعتقلت صاحب محل لبيع المواد الزراعية وسط بيت أمر.
كذلك منع جنود الاحتلال عشرات المواطنين من أداء صلاة الفجر في مسجد بيت أمر الكبير، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام صوبهم، ما تسبب في إصابة عدد منهم بالاختناق عولجوا ميدانيًا.
شمال الضفة
يذكر أنه منذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه في مخيمات شمالي الضفة، بعملية عسكرية أطلق عليها "السور الحديدي"، ما أسفر عن استشهاد واعتقال مئات الفلسطينيين، حيث بلغت حصيلة الاعتقالات في جنين ومخيمها منذ بدء العدوان قرابة 230 فلسطينيًا، بعد 64 يومًا من العدوان.
كذلك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ58 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ45، وسط تصعيد عسكري متواصل، وتعزيزات مكثفة، وعمليات تهجير قسري بحق السكان، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد أكثر من 938 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وتهجير أكثر من 40 ألفا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
