أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بغداد عن بدء انسحاب قوات التحالف الدولي باتجاه الكويت. وعدّ المتحدث هذه الخطوة أحد مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا.
وأتى إعلان الانسحاب بعد أقل من شهر على زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن. ولم يقنع الانسحاب الكثيرين كما لم يقنعهم الإعلان عنه.
هل يعكس الواقع إعلان الانسحاب؟
ويعتبر الخبير الأمني والسياسي، كاظم الحاج أن الواقع على الأرض في العراق ينقض الإعلان عن الانسحاب.
ويقول، في حديث إلى "العربي": "هناك أيضًا دخول أرتال من الدعم اللوجستي من الكويت باتجاه العراق، وبالتالي يقول واقع الحال إن هذا الإعلان الحكومي غير دقيق".
وفي المقابل، يرى آخرون أن التغيير الحالي حاجة استراتيجية أميركية للرئيس جو بايدن قبل أن يكون منجزًا عراقيًا، وأن الانسحاب تقوم به قوات التحالف بينما يبقى الأميركيون تحت مسميات أخرى كالتدريب أو الاستشارة.
من جهته، يقول الباحث السياسي هيثم الخزعلي: "لا أعتقد أن هناك انسحابا كاملا وإن كانت الدعايات والأخبار تشير إلى ذلك، ولكن مسار الخارجية الأميركية في العراق والمنطقة يستوجب أن تبقي الولايات المتحدة قواتها داخل البلاد".
ولم يتلقّ رئيس الوزراء العراقي دعمًا من القوات السياسية المنهمكة في حملاتها الانتخابية والتي لم تتفاعل مع إعلانه، فيما واجهته القوى المعارضة للوجود الأميركي في العراق باللامبالاة، مشككة في فرص اكتمال انسحاب القوات الأميركية حتى نهاية العام الحالي.
القوات الأجنبية والصراع الأميركي الإيراني
ويرى رئيس الدراسات العربية في مركز أورسام، واثق السعدون، أن قضية وجود قوات أجنبية في العراق لم تعد مرتبطة بقدرة الجيش العراقي، بقدر ارتباطها بمسارات الصراع الإيراني الأميركي في المنطقة.
ويقول، في حديث إلى "العربي" من أنقرة: "إن بايدن أعلن بعد لقائه الكاظمي في يوليو/ تموز الماضي؛ تحول مهام القوات الأميركية في العراق من قتالية إلى تدريبية واستشارية".
ويعتبر أن انعكاسات هذا الانسحاب على الساحة العراقية تعتمد على طبيعة الصراع الأميركي الإيراني.