الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

العلم يثبت أن الرجال يشعرون بالحزن أكثر من النساء بعد الانفصال

العلم يثبت أن الرجال يشعرون بالحزن أكثر من النساء بعد الانفصال

Changed

الرجال يعانون من التأثير العاطفي الأكبر بعد الانفصال (صورة تعبيرية – غيتي)
الرجال يعانون من التأثير العاطفي الأكبر بعد الانفصال (صورة تعبيرية – غيتي)
أظهرت النتائج التي توصل إليها فريق البحث أن الرجال يناقشون "حسرة القلب" بشكل ملحوظ أكثر من النساء، بعد الانفصال عن الشريك.

على الرغم من الصورة النمطية التي تشير إلى أن الرجال يبدون اهتمامًا عاطفيًا أقل في علاقاتهم الغرامية، من النساء، إلا أن العلم استطاع إثبات العكس. ففي الواقع، الرجال هم الذين يعانون من التأثير العاطفي الأكبر بعد الانفصال عن الشريك.

فقد أجرى فريق دولي من علماء النفس الجامعيين في المملكة المتحدة وسويسرا بقيادة باحثين في جامعة "لانكستر" أول تحليل "للبيانات الضخمة" لمشاكل العلاقات العاطفية. وبدأت الدراسة بهدف إنشاء خريطة علمية لمعرفة مشاكل العلاقات الأكثر شيوعًا التي يعاني منها الأزواج.

وقالت شارلوت إنتويستل، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "أردنا أن نفهم ليس فقط ما هي المشاكل الأكثر شيوعًا في العلاقات الغرامية، ولكن من الطرف الذي يعاني من هذه المشاكل أكثر".

وأضافت إنتويستل: "يأتي معظم ما نعرفه عن مشاكل العلاقات من دراسات علاج الأزواج، والذي يتضمن مجموعة فرعية محددة نوعًا ما من الأشخاص، وهم في أغلب الأحيان الأشخاص الذين لديهم الوقت والمال والدافع للعمل على حل مشاكلهم العاطفية".

ما هو المسبب الرئيسي للمشاكل العاطفية؟

وباستخدام أساليب معالجة باللغة العامية، حلّل الفريق الخصائص الديمغرافية والنفسية لأكثر من 184 ألف شخص نشروا مشاكل علاقتهم العاطفية في منتدى مجهول عبر الإنترنت.

فتمكن الباحثون بعد ذلك من تحديد الموضوعات الأكثر شيوعًا بحسب ما ظهر في كل منشور إحصائيًا، وإنشاء "خريطة" لمشاكل العلاقات الأكثر شيوعًا، وفق ما كشف تقرير "لانكاستر غارديان".

وأظهرت النتائج أن سوء التواصل كان الأكثر تسمية بين المشاركين، حيث أشار 1 من كل 5 أشخاص إلى صعوبة مناقشة المشكلات مع الشريك، بينما ذكر 1 من كل 8 مشاركين مشكلات ترتبط بالثقة في علاقاتهم.

دحض الصورة النمطية عن الرجال

أما الدكتور رايان بويد، الباحث المشارك في الدراسة فقال: "أثناء إجرائنا للدراسة، أدركنا أننا نمتلك فرصة مهمة للتطرق إلى الكثير من الأفكار الشائعة والصور النمطية حول الفروق بين الجنسين وتأثيرها على العلاقات العاطفية".

وتابع بويد: "على سبيل المثال، هل الرجال حقًا أقل اهتمامًا عاطفيًا بالعلاقات مقارنة بالنساء، أم أن الرجال يخافون من وصمة العار إذا كشفوا عن مشاعرهم؟".

وبعد التركيز على هذه النقطة، كشفت التحليلات أن الموضوع الأكثر شيوعًا الذي ذكره المشاركون كان حول الألم العاطفي الناجم عن المشكلات، وليس المشكلات بحد ذاتها.

وعلى عكس توقعاتهم، أظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق أن الرجال يناقشون "حسرة القلب" بشكل ملحوظ أكثر من النساء، بعد الانفصال عن الشريك.

ووفق شارلوتل إنتويستل: فإن "موضوع الحزن وألم القلب قد نوقش بشكل أكبر من قبل الرجال.. هذا دليل صارخ على مدى تأثر الرجال عاطفيًا على الأقل بالعلاقات العاطفية مثل النساء".

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الرجال كانوا أكثر انفتاحًا على طلب المساعدة في العلاقات أكثر من النساء، عبر مواقع الإنترنت.

ورأى الباحثون أن هذا العمل العلمي يمهّد الطريق أمام دراسات مستقبلية تتعمق أكثر في الموضوع، ووفق الدكتور بويد، "لدينا فرصة لتكوين صورة دقيقة لمشاكل العلاقات الزوجية التي يواجهها الأشخاص كل يوم بناءً على ما يقوله الناس ويعبرون عنه على الإنترنت".

وأردف: "يمنحنا هذا أملًا في استخدام سلوك طلب المساعدة لفهم جميع أنواع القضايا الاجتماعية والنفسية بشكل أفضل، وبطريقة لا يمكننا القيام بها باستخدام طرق البحث التقليدية".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close