الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

"الفرصة الأخيرة".. حراك دبلوماسي مكثّف حول أوكرانيا يستبق "المواجهة"

"الفرصة الأخيرة".. حراك دبلوماسي مكثّف حول أوكرانيا يستبق "المواجهة"

Changed

تناولت حلقة "للخبر بقية" تفاصيل الحراك الدبلوماسي المكثف حول الملف الأوكراني ومدى إمكانية الرهان عليه (الصورة: غيتي)
تبدو الأزمة الأوكرانية مفتوحة على خيارات عدّة، قبل انتقالها إلى مربع آخر، هو مربع المواجهة الذي تحذر منه واشنطن وموسكو على حدّ سواء.

على وقع حراك دبلوماسي مكثّف وخطوط تواصل لم تنقطع إلى الآن بين واشنطن وموسكو، تبدو الأزمة الأوكرانية مفتوحة على خيارات عدّة.

في كييف، عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقاءات مع المسؤولين الأوكرانيين، ومنها سيتّجه إلى برلين للقاء حلفائه الأوروبيين.

وفي غضون يومين، يستعدّ بلينكن للجلوس إلى طاولة واحدة مع وزير الخارجية الروسي في جنيف.

وتبدو هذه السلسلة من اللقاءات وكأنّها الفرصة الأخيرة قبل انتقال الأزمة الأوكرانية إلى مربع آخر، هو مربع المواجهة الذي تحذر منه واشنطن وموسكو على حدّ سواء.

هل من صيغة تحول دون المواجهة؟

باختصار، ما زالت واشنطن تحاول أن تسحب إلى الأسفل سقوف التوتر العالية بين الأوكرانيين والروس.

هكذا، يمكن أن يفسَّر اللقاء الذي عقده وزير الخارجية الأميركي مع الرئيس الأوكراني المصطف إلى جانب الغرب والذي لا يأمن إلى الآن سلوك موسكو على الحدود.

عقد هذا اللقاء للتنسيق قبل آخر منتظر في حنيف في غضون يومين قد تُسمَع فيه عبارات التحذير، وقبل لقاءات أخرى مع لحلفاء في برلين للحسم في جدوى التفاوض.

يقول الأميركيون بأكثر من طريقة إنّهم لم يتفقوا إلى الآن مع الروس على أي حل، في وقت لا تريد موسكو أن تقدَّم الضمانات في التصريحات بل أن تُخَط على ورقة الالتزام.

ووسط ذلك، يبدو أنّ الأزمة ليست مثار قلق الأوكرانيين وحدهم بل مجالًا جغرافيًا شاسعًا في الجوار، منهم الأوروبيون، الذي يخشون من حرب تخاض على تخوم بلدانهم.

وهكذا يبدو أن الأوروبيين كما الأميركيين يبحثون عن صيغة تحول دون المواجهة لكنها قد لا تمنعها.

المسار السياسي "صعب"

يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية ويليام لورنس أنّ الولايات المتحدة تعطي بوتين خيارات واضحة، فإما الحوار والدبلوماسية وإما النزاع والصراع والعقوبات.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ الولايات المتحدة كانت نشطة للغاية في الأشهر الماضية استعدادًا لهذه اللحظة، محذرًا من أنّ الثمن سيكون باهظًا للغاية على روسيا في حال الذهاب إلى خيار العقوبات التي ستكون قاسية هذه المرة.

ويوضح أنّ المسار السياسي صعب، "لكن لدينا فرصة في إقناع بوتين بالعدول عن غزو أوكرانيا للمرة الثانية".

ويؤكد في الوقت نفسه وجود احتمال بحصول هجوم في أي وقت، "إذ قد تتمكن موسكو من إرسال قوات إلى بيلاروسيا أو أوكرانيا". وإذ ينبّه إلى أنّ "الأمر في منتهى الخطورة"، يؤكد وجود "حلول وسطى يمكن الوصول إليها".

أوروبا "معنيّة" بالوضع الأوكراني

من جهته، يؤكد الأكاديمي والباحث السياسي خليل عزيمة أنّ أوروبا معنيّة تمامًا بالوضع الأوكراني ومعنيّة أكثر في ألا تكون هناك أي حرب.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من كييف، أنّه "في حال نشوب أي حرب سيتدفق إلى أوروبا ما بين 4 و5 ملايين أوكراني وهذا يشكل أزمة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي".

ويشدّد على أنّ الأوروبيين اقتنعوا أن "الخطر لن يقف عند حدود أوكرانيا، ولذلك بدأت التحركات الدبلوماسية من أجل وضع خطة إستراتيجية للمواجهة".

ويتحدث عن محاولة أوروبية للتوصل إلى حل وسطي بين الطرفين بحيث تضمن أوروبا عدم قيام روسيا بزيادة نفوذها على أجزاء من أوروبا.

وفيما يلفت إلى أنّ "اتضح تمامًا أن هناك رغبة روسية في إعادة تقسيم النفوذ في أوروبا"، يشير إلى أنّ "أوروبا ستبذل جهودًا مشتركة مع الولايات المتحدة لإيجاد حل دبلوماسي يمكن أن يكون تقديم بعض التنازلات مقابل تنازلات أخرى من روسيا".

موسكو "مستعدّة" لحل وسط

أما الكاتب السياسي يفغيني سيدروف، فيلفت إلى أنّ روسيا ليست معنية وحدها بالتوصل إلى حل، مع تأكيده في الوقت نفسه على أنّ "موسكو مستعدة لحل وسط يهمّ جميع الأطراف".

ويشير في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إلى أنّ "مثل هذا الحل يمكن أن يتلخص مثلا بالتوصل إلى صيغة توافقية تكمن في تأجيل أو فرض الحظر على انضمام أوكرانيا إلى الناتو لمدة 20 سنة مثلًا للاستفادة من هذه الفترة كي يغيّر حلف الناتو وروسيا موقفيهما".

ويعتبر أنّ "الخطأ الرئيس الذي ترتكبه الدول الغربية في تعاملها مع هذه الأزمة حول أوكرانيا وعلاقاتها مع موسكو هو أنها تتناسى ربما بشكل متعمد بأن الأمن يجب أن يكون للجميع وليس فقط للدول المنضمة إلى حلف الناتو أو الدول الغربية".

ويشدد على أنّ "مثل هذه النظرة الأحادية الجانب لا تروق لموسكو وعدد من الدول الأخرى"، رافضًا أسلوب بعض الدول الغربية التي تمنح لنفسها "الحق في الإملاء على الدول الأخرى مثل روسيا تصورها لمفهوم الأمن مثلًا".


تابعوا البث المباشر - العربي أخبار
المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close