لطالما حاولت عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد إبراز صورة الأسرة الخيّرة والقيادة الحداثية العادية التي تصلح لحكم سوريا، لاستقطاب التعاطف الإقليمي والدولي لحكم الأسد.
كما روّجت لفكرة أنّ الجيل المقبل من آل الأسد لم يكن وجه نظام حافظ الأسد الوحشي. لكنّ تلك الصورة الملمّعة للأسرة، كشفت عن واحدة من أكثر الدكتاتوريات وحشية ودموية في التاريخ الحديث، بعد سقوط رئيس النظام بشار الأسد.
وبينما تُركت سوريا في حالة يرثى لها من الاضطرابات والانهيار الاقتصادي والسياسي العميق، كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنّ عائلة الأسد التي فرّت إلى موسكو حيث مُنحت حق اللجوء، تعيش في رفاهية عملت على الإعداد لها منذ عقود.
وذكرت الصحيفة أنّ عائلة بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس وأولاده الثلاثة حافظ وزين وكريم، تمتلك ما لا يقلّ عن 20 شقة فاخرة تُقدّر قيمتها بنحو 40 مليون دولار.
ونقلت عن تقارير إعلامية إشارتها إلى أنّ هذه العقارات تقع في أكثر المناطق الراقية في موسكو، مثل مجمع "مدينة العواصم" الذي "يضم أغنى النخب الروسية والشركات الدولية".
وأضافت أن عائلة الأسد محمية في موسكو بفضل علاقة الأسد الوثيقة مع روسيا التي قدّمت الدعم العسكري والسياسي له للحفاظ على قبضته على السلطة، وبفضل ثروتهم الهائلة التي تتجاوز ملياري دولار، والتي تمّ اخفاؤها في العديد من الحسابات المصرفية، والشركات الوهمية في الملاذات الضريبية الآمنة.
شبكة كبيرة من النفوذ
وذكرت الصحيفة أنّ عائلة الأسد تمتلك شبكة كبيرة من السلطة والنفوذ تمتد إلى ما هو أبعد من حدود سوريا.
وأشارت إلى أنّ والدة الأسد أنيسة مخلوف احتفظت بنفوذها في سوريا حتى بعد وفاة والده حافظ الأسد عام 2000، بعد 29 عامًا من الحكم بالحديد والنار. كما أنّ أفراد من عائلة والدته كانوا لاعبين رئيسيين في النظام، حيث تمّ تكليفهم بمسؤولية الاقتصاد.
ومع بداية الحرب عام 2011، كان رامي مخلوف يعتبر أحد أغنى وأقوى الرجال في سوريا. ومع ذلك، فإنّ نفوذ عائلة الأسد تمتدّ إلى أبعد من حدود سوريا، حيث استقرّ العديد من أقاربهم في بلدان غربية، بما في ذلك فرنسا وحتى بريطانيا.
فخّ أسماء الأسد
وذكرت الصحيفة أنّ أسماء الأخرس التي وُلدت ونشأت في منطقة غرب لندن قبل زواجها من بشار الأسد، تمكّنت من أن تصبح الواجهة الإعلامية البرّاقة لزوجها، بفضل أسلوب حياتها الباذخ ونمط حياتها الغربي، خاصّة أنّها استعانت بشركة "براون لويد جيمس" للعلاقات العامة في بريطانيا.
وذكرت الصحيفة أنّ وسائل الإعلام الغربية وقعت في فخّ أسماء الأسد، ووصفتها باعتبارها "شخصية قوية جذابة"، وأشادت بأعمالها الخيرية، من بينها مجلة "فوغ" التي وصفتها بـ"وردة الصحراء" قبل أن تسحب مقالتها عنها بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وأضافت أن والدها فواز الأخرس طبيب القلب البارز، اعتُبر عام 2012 "الرجل في قلب العلاقات البريطانية السورية"، حتى أنّه تناول العشاء مع الأمير فيليب زوجة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
ونقلت الصحيفة عن تقارير أنّ والدَي أسماء فرّا من منزلهما في منطقة أكتون غرب لندن والذي تبلغ تكلفته مليون جنيه إسترليني إلى موسكو قبل 10 أيام.
وعن أولاد الأسد، ذكرت الصحيفة أنّه خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، لجأت أسماء إلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لمشاركة صورة مثالية للأسرة.
وحينها كتبت أسماء أنّ ابنها حافظ "يشترك مع أمه في حب التكنولوجيا، وقد أصبح طويل القامة مثل والده، ويتعلّم اللغة الروسية"، أما كريم فهو "نشيط مثل والدته، وهو نجم الرياضة في المنزل، إنّه يتعلم اللغة الصينية"، وبالنسبة إلى زين، فهي "تتعلّم اللغة الإسبانية، ولديها شخصية قوية وواثقة ودافئة تمامًا مثل والديها".
وذكرت الصحيفة أنّ نجل الأسد الأكبر حافظ (23 عامًا) أدلى ببيان الشهر الماضي عبّر فيه عن "امتنانه لشهداء وطنه" خلال تقديم أطروحته في الرياضيات بجامعة موسكو.