الإثنين 16 حزيران / يونيو 2025
Close

"القبة الذهبية".. إليك ما يجب معرفته عن خطة ترمب للدفاع الصاروخي

"القبة الذهبية".. إليك ما يجب معرفته عن خطة ترمب للدفاع الصاروخي محدث 10 حزيران 2025

شارك القصة

يصر ترمب على نجاعة مشروعه ويرافع صراحة لقدرته على صد تهديدات الصين وروسيا
يصر ترمب على نجاعة مشروعه ويرافع صراحة لقدرته على صد تهديدات الصين وروسيا - غيتي
الخط
القبة الذهبية مشروع طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال ضدّ مجموعة واسعة من الأسلحة.

لا يريد دونالد ترمب لولايته الرئاسية أن تنتهي قبل أن يغطي كامل أميركا بـ"قبته الذهبية"، إذ أعلن  عن بداية مشروعه الذي وعد به خلال حملته الانتخابية، مؤكدًا أن القبة ستصبح قيد الخدمة في غضون ثلاث سنوات.

والقبة الذهبية مشروع طرحه ترمب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال ضدّ مجموعة واسعة من الأسلحة، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ المجنحة والمفرطة السرعة، مرورًا بالطائرات المسيّرة.

وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي إسرائيل من هجمات صاروخية أو بمسيّرات.

ترمب يكشف عن نظام "القبة الذهبية"

ويأتي مشروع "القبة الحديدية"، فيما تواجه الولايات المتحدة تهديدات صاروخية من دول عدة، خصوصًا من روسيا والصين وفق ما أفادت وثيقة "ميسيل ديفنس ريفيو" لعام 2022 الصادرة عن البنتاغون.

وقال ترمب في وقت سابق: "خلال الحملة الانتخابية، وعدت الشعب الأميركي ببناء درع دفاع صاروخي متطور لحماية وطننا من خطر الهجمات الصاروخية الأجنبية، هذا ما نفعله بالفعل. يسرني أن أعلن أننا اخترنا رسميًا تصميم هذا النظام المتطور الذي سينشر تقنيات الجيل القادم برًا وبحرًا وجوًا.

ومنح ترمب نائب رئيس سلاح الفضاء في الجيش الأميركي الجنرال مايكل جويتلاين، صلاحية إدارة المشروع بكلفة إجمالية تصل إلى 175 مليار دولار، مع توصية بصناعة الدرع الصاروخية بالكامل في الولايات المتحدة.

ومع أنّ العديد من المتخصّصن شكّكوا في جدوى القبة الذهبية، إلا أنّ ترمب يصر على نجاعة مشروعه ويرافع صراحة لقدرته على صد تهديدات الصين وروسيا.

ما هي القبة الذهبية وكيف ستعمل؟

في حديثه في المكتب البيضاوي إلى جانب وزير الدفاع بيت هيغسيث، قال ترمب: "القبة الذهبية هي نظام دفاعي متعدد الطبقات، مضيفًا أنه سينشر "تقنيات الجيل التالي في البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية".

وتابع: "ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من جهات أخرى في العالم، وحتى لو أُطلقت من الفضاء"، مضيفًا أنه يريد أن تدخل الخدمة قبل انتهاء ولايته.

وتتمتع القبة الذهبية بقدرات أرضية وفضائية للدفاع ضد الصواريخ من خلال: اكتشافها وتدميرها قبل إطلاقها، واعتراضها في مرحلة مبكرة من انطلاقها، وإيقافها في منتصف مسارها، وإيقافها في اللحظات الأخيرة من اقترابها من الهدف.

كشف ترمب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية"
كشف ترمب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية" - غيتي

من جهته، قال الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، المساهم في شبكة "سي بي إس نيوز" والقائد السابق للقيادة المركزية الأميركية: "إن وقت اعتراض الصاروخ هو لحظة إطلاقه".

وأشار إلى أن الصاروخ في وقت مبكر من رحلته يكون على مسار "قابل للتنبؤ بدرجة كبيرة"، ولا يستطيع المناورة ولا يمكنه نشر أنظمة لتضليل الرادارات، مما يجعل هذا هو الوقت المثالي لتعطيله.

ولتحقيق ذلك، أضاف ماكنزي: "يجب التوجه إلى الفضاء. يجب أن يكون لدينا نظام فضائي"، مشيرًا إلى أن "هذا ممكن جدًا. لقد درسنا هذا الأمر في أوقات مختلفة."

كم ستبلغ تكلفة القبة الذهبية؟

ستُبنى القبة الذهبية، التي ستشمل العديد من البرامج، في ولايات تشمل فلوريدا وجورجيا وإنديانا وألاسكا، وفقًا لترمب، وستشارك فيها العديد من شركات الدفاع والتكنولوجيا الأميركية التي لم يُخترها أحد بعد.

وفيما قال ترمب إن الكلفة الإجمالية للمشروع هي 175 مليار دولار، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس كلفة الصواريخ الاعتراضية للتصدي لعدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات بين 161 مليار دولار و542 مليارًا على مدى عشرين عامًا.

وقال ماكنزي: "التكلفة باهظة بالتأكيد. لكن من ناحية أخرى، القدرة على الدفاع عن الولايات المتحدة ضد هجوم نووي، ليس بالضرورة هجومًا روسيًا ضخمًا، بل، كما تعلمون، هجومًا من كوريا الشمالية، وهجومًا من إيران، وهجومًا محتملًا من دولة مثل باكستان، التي تعمل على تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات. هذه كلها أمور أعتقد أنها ممكنة، وأعتقد أنها تستحق التكلفة اللازمة لتشغيل النظام".

ووصفت شركة لوكهيد مارتن، المتخصصة في الفضاء والدفاع، والتي أعلنت استعدادها لدعم مهمة القبة، المشروع بأنه "مفهوم ثوري".

وقالت الشركة: "هذه مهمة ملحة وضرورية لأمن أميركا".

وأشار فرانك سانت جون، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "لوكهيد مارتن"، إلى أن هذه القبة ستوفر حماية من الصواريخ النووية، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز متوسطة المدى، وغيرها من التهديدات.

منح ترمب نائب رئيس سلاح الفضاء في الجيش الأميركي صلاحية إدارة المشروع
منح ترمب نائب رئيس سلاح الفضاء في الجيش الأميركي صلاحية إدارة المشروع - غيتي

ومع ذلك، لا يوجد تمويل كافٍ حتى الآن للخطة، التي "لا تزال في مرحلة التصميم"، حسبما صرح وزير القوات الجوية تروي مينك لأعضاء مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن البنتاغون لا يزال يعمل على تطوير المتطلبات التي يجب أن تلبيها القبة.

كيف ستبدو "القبة الذهبية"؟

لم يُقدّم البيت الأبيض ومسؤولو الدفاع سوى تفاصيل محدودة حول الشكل الفعلي للقبة الذهبية - التي لا تزال في مراحلها النظرية.

وفي شهادة سابقة أمام الكونغرس، قال المشرف الجديد على البرنامج، الجنرال مايكل جيتلين، إن القبة الذهبية ستُبنى على أنظمة قائمة تستهدف بشكل كبير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية. سيضيف النظام الجديد طبقات متعددة قادرة على كشف صواريخ كروز وغيرها من التهديدات والدفاع ضدها، بما في ذلك اعتراضها قبل إطلاقها أو في مراحل انطلاقها المختلفة.

تعتمد وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية حاليًا بشكل كبير على 44 صاروخًا اعتراضيًا أرضيًا متمركزًا في ألاسكا وكاليفورنيا، مصممة لصد هجوم صاروخي محدود، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وحذّر الخبراء من أن النظام الحالي غير كافٍ على الإطلاق في حال تعرض الأراضي الأميركية لهجوم من روسيا والصين، اللتين تمتلك كل منهما ترسانة موسعة تضم مئات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وآلاف صواريخ كروز.

القبة الحديدية الإسرائيلية

برزت فكرة القبة الذهبية لأول مرة خلال خطاب ترمب المشترك أمام الكونغرس في مارس/ آذار، عندما طلب تمويلها. وقال: "إسرائيل تمتلكها، وفي أماكن أخرى، وينبغي أن تمتلكها الولايات المتحدة أيضًا".

وكان الرئيس يشير إلى القبة الحديدية الإسرائيلية، التي ألهمت، ولو جزئيًا، مفهوم القبة الذهبية.

فنظام إسرائيل، الذي تم تركيبه عام 2011 للدفاع ضد المقذوفات القادمة، يعالج بشكل أساسي التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ، بينما يعمل نظامان آخران للدفاع الجوي على الدفاع ضد الصواريخ.

وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90% وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها.

تهديدات متزايدة 

وفي عام 2022، أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأميركي Missile Defense Review إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين.

وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير.

ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيّرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دورًا رئيسيًا في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ البالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلًا عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية.

القبة الذهبية مشروع ترمب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال
القبة الذهبية مشروع ترمب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال - غيتي

لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك الكثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام.

وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث تشاد أولاندت إنه "من الواضح أن التهديدات تزداد سوءًا"، مضيًفا "السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة".

وتابع قائلا "الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة".

وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة Royal United Services Institute توماس ويذينغتون أنّ "هناك عددًا من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة".

وأكد أن المهمة "باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأميركية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال"، مبديًا تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوما.

"القبة الذهبية" تواجه تحديات جمة

إلى ذلك، تواجه خطة ترمب لبناء "القبة الذهبية" تحديات كثيرة، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأميركي.

لكن بعد أشهر من إصدار الرئيس الأميركي أمرًا إلى البنتاغون بالعمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المعلنة في الموضوع شحيحة.

وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: إن "التحديات الرئيسية ستكون مرتبطة بالكلفة وصناعة الدفاع والإرادة السياسية. يمكن التغلب على هذه التحديات كلها، لكن الأمر يتطلب التركيز وتحديد الأولويات".

وأضافت "سيتعين على البيت الأبيض والكونغرس الاتفاق على حجم الإنفاق ومصدر الأموال"، مشيرة إلى أن "صناعتنا الدفاعية تقلصت" رغم "أننا بدأنا إحياءها".

ولفتت مارلو إلى أن "هناك الكثير من التقدم الذي يتعين تحقيقه في ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى للمشروع".

من جهته، قال الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس إن الرقم الذي طرحه ترمب "ليس واقعيًا".

وأوضح أن "المشكلة في تصريحاته هي أنها تفتقر إلى التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لنا بتطوير نموذج لنرى الشكل الحقيقي" لهذا المشروع.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات