رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة التماسات قُدمت لها ضد خطة إنشاء تلفريك يصل غربي المدينة بشرقها.
ويقول الفلسطينيون إن هذا المشروع يهدد تراثهم وهوية القدس التاريخية والعمرانية. كما أن المسار المُقترح سيضع عربات التلفريك على مسافة بضعة أمتار فقط من منازلهم.
وكانت إسرائيل قد وافقت على مشروع بقيمة ستين مليون دولار لنقل الزائرين من غربي المدينة إلى قطاعها الشرقي المحتل قرب باب المغاربة.
ورغم أن الإجراء لقي معارضة شديدة، فإن المحكمة الإسرائيلية العليا وقفت مرة جديدة إلى جانب حكومة الاحتلال؛ حيث أظهر الحكم الصادر بإجماع هيئة مكونة من ثلاثة قضاة أن المحكمة قررت عدم التدخل لتغيير الخطة التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية.
تهديد جماليات المدينة
وتدعي السلطات الإسرائيلية أن هدف المشروع ينحصر في تخفيف الازدحام المروري والتلوث الذي يصاحبه بسبب تزايد تدفق السياح، الذين تستثني إسرائيل منهم فلسطينيي الضفة وغزة بالإضافة إلى مواطني دول عربية.
وبحسب وزير السياحة الإسرائيلي السابق، "سيغيّر مشروع التلفريك وجه القدس، متيحًا للسياح والزائرين الوصول السهل والمريح إلى الحائط الغربي أو حائط البراق".
لكن علماء آثار ومهندسين معمارين ومخططي مدن ينبهون إلى أن المخطط، إن اكتمل، فسيكون آفة تهدد جمال التراث القديم للقدس وعمرانه.
ويفترض أن تكون محطة السكك الحديدية التي تعود إلى الحقبة العثمانية والتي لم تعد تعمل في القدس الغربية محطة انطلاق التلفريك. ويبلغ طول الخط 1400 متر، وسيعتمد على خمسة عشر عمودًا فولاذيًا.
ويقول خليل التفكجي وهو مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق في القدس المحتلة، في حديث إلى "العربي": إن هذا المشروع يهدف لإعادة تشكيل هذه المدينة حسب رؤية إسرائيل وروايتها، بمعنى أنهم يريديون أن يسيطروا على ما تحت الأرض عبر الأنفاق وفوق الأرض عبر المستوطنات وعلى الجو أيضًا عبر التلفريك.
