الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

القضية الفلسطينية بالرسوم الكرتونية.. اجتهادات شخصية لمواهب غزاوية

القضية الفلسطينية بالرسوم الكرتونية.. اجتهادات شخصية لمواهب غزاوية

Changed

"العربي" يلقي الضوء على صناعة الرسوم الكرتونية في قطاع غزة
رغم تأثير القصص الكرتونية الواسع على المجتمع، يواجه صناع هذا الفنّ في غزة مصاعب جمّة لإنتاج أفلامٍ خاصة بقضية فلسطين.

يرى الفنانون الشباب من قطاع غزة، في القصص والرسوم الكرتونية مساحة مهمة للتعبير عن قضيتهم والدفاع عن هويتهم وإيصال صوتهم للعالم أجمع.

ومن بين هذه القصص قصة داليا، وهي طفلة عمرها 8 سنوات تعيش في الولايات المتحدة الأميركية وترافقها جدتها للتعرف على مسقط رأسها مدينة رام الله.

فصول هذه القصة حقيقية، وحوّلتها الرسامة سمر نصار من قطاع غزّة إلى رسوم كرتونية بطلب من الراوية التي عبّرت فيها عن حنينها إلى وطنها فلسطين، وسمّتها "بعيدًا عن الوطن".

وتهدف هذه القصة إلى تعزيز انتماء المغتربين عن بلدهم، وهي تخاطب الأطفال والكبار في كثيرٍ من تفاصيلها. وهذا ما تؤكده نصار التي تشرح أن الفكرة من رسمها لهذه القصة هي "إيصال تراثنا وحضارتنا الفلسطينية المتمسكين بها لأبعد الحدود إلى كل العالم".

وبيعت من هذه القصة عشرات النسخ باللغة الإنكليزية على موقع التجارة الإلكتروني العالمي الشهير "أمازون"، وهو ما شجّع سمر على الاستمرار في هذا المجال.

قصة "بعيدًا عن الوطن"
قصة "بعيدًا عن الوطن"

إنتاج متواضع

في المقابل، ورغم أن تأثير عالم الرسوم والقصص الكرتونية واسع إذ إنه لا حدود للمخيلة فيه، يواجه صناع هذا الفنّ في مدينة غزة مصاعب جمّة في إنتاج أفلامٍ كرتونية خاصة بقضية فلسطين.

من مكتبٍ متواضعٍ يدير نبيل أبو غنيمة فريق عملٍ لإنتاج الرسوم الكرتونية المتحركة باحترافية عالية، حيث تأتيه عروض عملٍ متعددة من دول ومؤسسات عربية ودولية لإنتاج أفلامٍ قصيرة لقضايا مختلفة.

لكن القضية الوحيدة التي يأمل أن ينتج من أجلها فلمًا كرتونيًا، هي القضية الفلسطينية.

نموذج عن صناعة الأفلام الكرتونية في غزة
نموذج عن صناعة الأفلام الكرتونية في غزة

ويقول الفنان المتخصص في الرسوم المتحركة: "لدي إيمان أننا سنصل إلى مرحلة سيكون بمقدورنا إنتاج رسوم متحركة تمثّل هويّتنا وثقافتنا كفلسطينيين وعرب، وتحمل حكاياتنا".

ويرى هؤلاء الشباب أن الإنتاج الفلسطيني لرسوم الكرتون حتى الآن، متواضع للغاية، ويقتصر على مقاطع قصيرة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن طموحهم إنتاج أعمالٍ تخدم قضيتهم لإيمانهم بأن هذا المجال هو ساحة من ساحات الحفاظ على هويتهم الفلسطينية.

صناعة ناشئة

ويشرح أبو غنيمة في حديث مع "العربي" أن الرسوم المتحركة في قطاع غزة يمكن اعتبارها ما تزال في طور الإنشاء، أي أن هذا المجال لم يتخط الاجتهاد الشخصي وسط غياب الدعم الرسمي داخليًا وخارجيًا.

ويتابع: "هناك بعض الفنانين في غزة اجتهدوا لتكوين خبرات كاملة، ولكن الرسوم المتحركة عبارة عن صناعة تحتاج إلى إمكانيات عالية وتمويل مالي، وجهد كبير سواء على الصعيد المعلوماتي أو الفني".

 كذلك، يشير الفنان الفلسطيني إلى أن الرسوم المتحركة هي لغة العالم المعاصر ولها مكانتها المهمة، لأنها تمثل "قوّة ناعمة" حيث إن لها القدرة على نشر الثقافات وقضايا الشعوب بشكل سريع، ومن خلالها وصلتنا ثقافات المجتمعات الغربية.

ويستذكر في هذا السياق كيف أن الثقافات اليابانية والأميركية والغربية، "تعلمناها عبر المسلسلات الكرتونية التي كنا نتابعها، بل كنا مدمنين على مشاهدتها، في مرحلة الطفولة".

إلا أن الوضع يختلف في غزة، فرغم وجود عدد كبير جدًا من المواهب في القطاع إلا أنها لا توجه كما يجب لتحويل الموهبة إلى صناعة تتطلب مهارات مختلفة، وأبرز دليل على ذلك وفق أبو غنيمة غياب الكليات التي تعلم الرسوم المتحركة أو الفن الإلكتروني.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close