الخميس 10 تموز / يوليو 2025
Close

القمة الإفريقية الروسية.. كيف ستستفيد موسكو من تراجع نفوذ الغرب؟

القمة الإفريقية الروسية.. كيف ستستفيد موسكو من تراجع نفوذ الغرب؟ محدث 29 تموز 2023

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش الأبعاد الرئيسية للقمة الروسية الإفريقية وأبرز الملفات التي طرحت على طاولة النقاش (الصورة: غيتي)
الخط
برزت على هامش القمة الإفريقية الروسية في سانت بطرسبرغ تساؤلات حول أبعادها وعن المكاسب الحقيقية التي تسعى روسيا لتحقيقها من خلفها.

وصف الإعلام الروسي القمة الروسية- الإفريقية التي عُقدت في سانت بطرسبرغ بـ"الحدث الأهمّ على الإطلاق بين الجانبين" لعدة اعتبارات، في مقدمتها النجاح الكبير للدبلوماسية الروسية في القدرة على كسر العزلة الغربية المفروضة على موسكو، وبسط النفوذ الروسي في بعض دول العالم.

فبعد طهران وبكين، وتكوين تكتلات في الشرق والغرب، استضاف الرئيس الروسي زعماء القارة السمراء، في مؤشر قوي على التغلغل الروسي في الحديقة الخلفية للغرب، الذي يشهد تراجعًا وأحيانًا بطريقة إجبارية، على الانسحاب كما حدث ويحدث في دول عدة.

وعلى مدى يومين، بحث الطرفان الملف الاقتصادي وإمكانية تعزيز استثمارات موسكو في إفريقيا. وينتظر الزعماء الأفارقة من روسيا مدّهم بناء على وعود ماضية وحالية بأطنان من الحبوب، في ظل أزمة غذائية تشتعل بالغلاء وانقطاع سلاسل التوريد بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

ومع وجود مخاوف من عدم قدرة روسيا على الوفاء بوعودها تجاه الأفارقة في ملف الحبوب تحديدًا، نظرًا للأزمة الاقتصادية التي تعانيها موسكو جراء توالي العقوبات الغربية عليها، فإن قطاع التسليح مطروح بقوة، خاصة وأن موسكو أعلنت مرارًا نيتها تعزيز الشراكة العسكرية مع العديد من دول القارة.

وما يلفت الانتباه أكثر في كل ما يحدث في سانت بطرسبرغ، من وجهة النظر الغربية، هو نوايا موسكو الفعلية في العمل مع الأفارقة.

"القمة لم تنجح مقارنة بقمة سوتشي"

وردًا على هذا التساؤل، تُشير التقارير الغربية إلى أنّ بوتين يواصل البحث عن موطىء قدم في إفريقيا، كما نجح في المتوسط على الحدود الغربية لدول الناتو، إضافة لتعطّشه المستمرّ لتحقيق إضعاف التأثير الغربي على العالم.

في المقابل، تُصرّ إفريقيا منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، على تحدي الغرب وكسر العزلة حول روسيا، ليس طمعًا فقط في تحقيق مكاسب تجارية وأمنية، بل بحثًا عن حليف قوي بدلًا من علاقاتها مع الغرب، حيث تغيّرت الأوضاع الإستراتيجية والسياسية بالفعل.

وفي هذا الإطار، أوضح إيمانويل ديبوي رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا أنّ القمة لم تحصد النجاح الكبير، مقارنة بقمة سوتشي عام 2019، لناحية عدد الحضور، إضافة إلى التباين الكبير في وجهات النظر بين القادة الأفارقة.

وقال ديبوي، في حديث إلى "العربي" من باريس: إنّ المزاعم عن النفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا هي "مجرد أوهام".

ولفت إلى أنّ روسيا تخدع الجميع بالحديث عن تقديم مجاني لهذه الكميات من الحبوب التي تندرج أصلًا في إطار مشاركتها الواجبة في برنامج الأغذية العالمي.

"رغبة إفريقية في الحفاظ على العلاقة مع موسكو"

من جهتها، أوضحت الدكتورة إلينا سوبونينا مستشارة في المركز الروسي للشؤون الدولية أنّ القمة نجحت في إظهار عدم عزلة روسيا، والرغبة الإفريقية في الحفاظ على العلاقة مع موسكو، مقابل الانتقاد السافر للولايات المتحدة.

وقالت سوبونينا في حديث إلى "العربي"، من موسكو: إنّ موسكو وعدت بمدّ 5 دول إفريقية بكميات لا بأس بها من الحبوب، وتوقيع اتفاقيات لشراء الحبوب بأسعار مخفّضة مع دول أخرى.

الأهمية تكمن في نتائج القمة

بدوره، أوضح بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أنّ الحرب في أوكرانيا وما تلاها من عقوبات غربية على روسيا والمتعاملين مع روسيا، ومخاوف بعض الدول من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كلها عوامل أدت إلى ضعف المشاركة الإفريقية في قمة سانت بطرسبرغ مقارنة بقمة سوتشي.

وقال محمود، في حديث إلى "العربي"،د من القاهر: إنّ الصراعات المستمرة في الدول الإفريقية كان لها دور أيضًا في هذا الاتجاه.

لكنّه أكد أنّ حجم الحضور ليس بأهمية النتائج التي صدرت عن القمة، ناهيك عن تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا لصالح روسيا.

تابع القراءة

المصادر

العربي